انتهاء الاعتصام بعد
1255
يــــــوم
بسم الله الرحمن الرحيم. يُنهي شيخ الطريقة العمرية عبد الغني العمري الحسني، إلى علم الرأي العام، ومن بعده إلى علم أتباع الطريقة العمرية في أنحاء العالم، أنه: 1. قد عزم على إيقاف اعتصامه مع عائلته داخل بيته نهاية يوم الثلاثاء 15-5-2018م، بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم لعام 1439ه. وللإشارة، فإن هذا الاعتصام قد بدأ يوم الاثنين 8-12-2014م، واستمر طيلة 1255 يوم. 2. سيغادر مدينة جرادة التي كانت محل اضطهاده وعائلته من طرف السلطات المحلية والأجهزة الأمنية، مع توظيف الأوباش والسفهاء من أهل المدينة في هذا العمل الشنيع. وسيكون مقر الشيخ المقبل إن شاء الله بمدينة سلا، مرفوقا بجميع أفراد عائلته. حرر بجرادة ليلة الأربعاء: 16-5-2018م. شيخ الطريقة العمرية: عبد الغني العمري الحسني
Translated
Sheikh's Books |
2021/10/23
العلم الديني
1. التصورات المانعة عن إدراك حقيقة العلم الديني: سمعنا أحدهم يقول مرة بثقة: الدين ليس علما!... وهو لم يكن بالتأكيد يقصد إلا أنه ليس علما ثابتا لديه، كثبوت العلوم التي يصفونها طفوليّا بـ "الصلبة". وهذا التصور -كما أخبرْنا في مقال "الإيمان غير الديني"- لا يستند إلا إلى الوهم؛ ولكنه من الوهم الشائع، الذي يُراد له أن يُؤخذ مأخذ العلم الثابت. ولا بأس أن نبيّن أُسس هذا التصور الخاطئ، لنتبيّن فيما بعد أصول مسألة علمية الدين: 1. الخلط بين الأديان في التصور العام: وهكذا يكون الدين عند هذا الصنف من الناظرين، معنى عاما، يندرج ضمنه كل ما يُسمى دينا، بحق أو بباطل. وهذا الخلط، يؤدي إلى الحكم خطأ على الدين الحق، بما لا ينطبق إلا على الدين الباطل. وقد يتساءل هنا القارئ: وكيف يُميَّز بين الدين الحق والدين الباطل، والمرء يُفترض فيه أنه يبني أحكامه على العلم لا على الهوى؟! فنقول: إن التمييز بين الدين الحق والدين الباطل، لا يكون إلا بعلم؛ ولكن العلم هنا ينقسم إلى صنفيْن قد يكونان في حق بعض الناس مرتبتيْن، وهما: - العلم بمعنى موافقة مبادئ العقل السليم: وهذا الصنف يكون لأهل النظر، الذين لهم أهلية المقارنة بين الأديان؛ من أجل معرفة ما يقوم منها على الأسس المعتبرة، وما يقوم على الخرافات. وهذا الصنف من التمحيص العقلي، قد يكون مدخلا لأهل النظر إلى الدين الحق؛ وبالتالي، قد يكون في حقهم مرتبة أولى. - العلم بالمعنى الإيماني: وهو ما جعَلَنا سابقا نقول عن الإيمان إنه "علم مجمل". وهذا العلم وهبي، لا يحصله العبد عن طريق النظر أبدا. وقد غلط الدارسون كثيرا، عندما توهموا أن الإيمان قناعات عقلية، يسبق فيها العقلاء غيرهم من العامة؛ هذا مع كون أهل الإيمان في الغالب من العامة الذين لا قدم لهم في النظر، ومع انحجاب أكثر النُّظّار عن الإيمان بالنظر؛ حتى إن بعض الفلاسفة المسلمين يكونون بهذا الاعتبار، أقرب إلى الفلسفة منهم إلى الدين، كما ننبه دائما. ولكن صاحب النظر، إن هو وصل إلى الإيمان، فإن الإيمان يكون في حقه مرتبة ثانية لنظره، وإن كان لا ينتج عنه. وقد أوضحنا كيفية انتفاع العقل من الإيمان، في كتابنا "مراتب العقل والدين"؛ فليُطالعه من يريد التوسع... 2. تصنيف الدين ضمن المنظومات المعرفية غير المنضبطة للعقل: وهذا خطأ شائع لدى النُّظّار، وهو ناشئ عن توهم هيمنة العقل على جميع صنوف المعارف، مع أن الحقيقة غير ذلك. وهكذا، فإن الدين قد يُقبل من الفلاسفة المتألهين عند تنزُّلهم -بحسبهم- عن النظر المجرد، إلى ما يُناسب خيال العامة وأخلاقهم؛ وهذا أيضا توهم من المتفلسفة، عندما يحكمون بعلوّ المعاني المجردة عن المحسوسات مطلقا. وهم لم يقعوا في هذا التوهم، إلا بعد تجريد المعاني من المحسوسات؛ أي عندما كانت المعاني لديهم ناتجة عن تجريد المحسوسات؛ فظنوا المعاني أرفع لأنها ثانية فقط. ولو أنهم أقروا بأن الحس قائم بتلك المعاني، في صوره التي تُشاركهم العامة في إدراكها، لتفطنوا إلى أن ما يظنونه ارتفاعا ليس إلا تفريعا. وأما مشاركة العامة لهم في إدراك المحسوسات، فهي من جهة الحس وحده، لا من جهة معاني المحسوسات. نقول هذا، حتى لا يتوهموا مساواتنا لهم مع العامة في مرتبة الحس. والدين -كما هو مقرر- لا يدخل ضمن الحس المشترك، ولا ضمن الفلسفة (المعاني المجردة)، وإن كان أهل الحس يعتبرون فيه المحسوس، وأهل الفكر يعتبرون فيه المعاني في مرتبة ما؛ ونعني من هذا، أن الدين هو منظومة معرفية مستقلة بنفسها، حسية ومعنوية. واستقلال الدين بنفسه، لا يعني خروجه عن إدراك العقل من كل وجه؛ بل يعني أنه مطابق للعلم الحق في نفسه، كما هو في نفسه؛ لا كما يتوهمه أهل النظر وأهل التجريب. وهذه مسألة ينبغي أن تؤصل، ضمن العلوم الحديثة، لئلا يُبنى فيها على الخطأ... 3. الجهل بكون الدين الحق طريقا إلى العلم: بما أن الدين قائم على العلم الإلهي، لكونه من وضع الله؛ وبما أن العلم صفة إلهية يُفيض منها على من يشاء من الناس حتى يكونوا عالمين؛ فإن الله جعله طريقا إلى العلم. وهكذا يكون الدين طريقا إلى الحقيقة أقرب من طريق النظر العقلي، الذي يتوهم أصحابه سبقه في الاعتبار. يقول الله تعالى القرآن:{فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ} [هود: 14]، أي متضمنا لمعلومات الله من جهة، وبحسب العلم من جهة أخرى. وهنا لا بد من إبراز مستويين من العلم الديني: - المستوى الإجرائي: ونعني به "الفقه" في الاصطلاح. وهذا المستوى من العلم، مع أنه يحل في المرتبة الثانية، إلا أنه يكاد لا يُعرف غيره لعموم المتديّنين؛ لذلك نجد علماء الدين عند المسلمين عبر القرون فئة الفقهاء خاصة. وإن حصر العلم الديني في هذه المرتبة، هو إخلال بمعنى الدين في الحقيقة، ما دام العلم هنا لا يُبلغ الغاية. - المستوى الغائي: وهو العلم الذي يكون نتيجة للتديُّن لا خادما له. وهذه المرتبة، هي المـُشار إليها بقول الله تعالى:{وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ} [البقرة: 282]. فالتقوى هي الطريق وهي التديُّن، والتعليم الإلهي هو الغاية منه. وينبغي هنا أن نؤكد على أن هذا العلم لا يكون من الطريق المعهود، وعن طريق التَّعلُّم المعهود؛ ولكن يكون بتعليم من الله بغير واسطة أستاذ من الناس، إلا أن يكون الأستاذ ربانيا؛ فعندئذ تندرج الواسطة حكما في الموسوط، كما قيل. وأما غير هذا، فلا يُعد من هذا التعليم الإلهي الخاص. وقد غلط في هذه المسألة كثير من أهل العلم، إلى الحد الذي لم يعد معتبرا عندهم في التعليم إلا ما هو من العادة. وبهذه الطريقة، فقد صاروا يصدون عن العلم الأصلي الناتج عن التقوى، وكأنه لا حقيقة لكلام الله في واقع الناس. وهذا من أسباب النزول بالمسلمين إلى مرتبة الكتابيّين -كما أخبرنا في غير هذا المقال- بما أنه صنف من التكذيب بالدين، وإن كان لا يُشعر به... 2. إخطاء الطريق في طلب العلم مع التديّن: فكما قد يخطئ الناظر إلى الدين من الخارج، كذلك قد يُخطئ الناظر إليه من الداخل؛ والسبب في الغالب هو التقليد؛ فما كل أحد مؤهل للنظر في الأمور، ومؤهل لردها إلى منطلقاتها الأولى. ومع العجز عن النظر الصحيح في المنهج والمنهجية، يلجأ معظم المشتغلين بالعلم، إلى تقليد من هم أعلم منهم في نظرهم؛ وكأن هذا الطريق مختصَر من أجل نيْل العلم، بينما هو في الحقيقة تقمص لِما هو عند المقلَّدين فحسب. ومن هنا كان ينبغي في مجال العلم الديني، التفريق بين العالم الحق وحامل العلم. وقد نبه النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهو المعلم الأول والأكبر، إلى هذا الأصل؛ مع أننا نراه مـُهملا أشد الإهمال عند الفقهاء. يقول صلى الله عليه وآله وسلم: «الْعِلْمُ عِلْمَانِ: فَعِلْمٌ فِي الْقَلْبِ فَذَلِكَ الْعِلْمُ النَّافِعُ، وَعِلْمٌ عَلَى اللِّسَانِ، فَذَلِكَ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَى ابْنِ آدَمَ.»[رُوي موقوفا عن الحسن البصري، ومرفوعا عن الحسن عن جابر رضي الله عنه، وعن الحسن عن أنس رضي الله عنه.]. والفرق بين العلم الذي في القلب والذي على اللسان هو أن الأول مكتوب بالقلم الإلهي، والثاني مسموع من الأمثال (مسموع بالآذان أو مقروء في الكتب)، وهو غير معتبر. يقول الله تعالى: {اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ . الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ . عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 3 - 5]. ويقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم أيضا: «فَإِنَّهُ رُبَّ مُبَلِّغٍ يُبَلِّغُهُ لِمَنْ هُوَ أَوْعَى لَهُ!»؛ أي: الكلام.[أخرجه البخاري عن أبي بكرة رضي الله عنه.]. والمعنى هو أنه قد يكون السامع للحديث من العلماء حقا، فيكون واعيا له من جهة باطنه؛ وقد يكون المبلغ له، ممن ينقل ما سمع لفظا من دون وعي، فيكون أقل مرتبة منه من غير شك؛ وقد يكون العكس، بحسب كل التقسيمات العقلية. ومن هذا الباب، كنا نحن نمنع من أن يحكم علماء الحديث على المتن، وندل على أن ذلك سوء أدب منهم ونقص في العلم. وأما من تكلم في المتون منهم عن جدارة، فإنه من وجه غير كونه عالما بالسند وطرق الرواية. ومن ميّز بين الأمريْن، فإنه يسهل عليه إدراك ما نرمي إليه. ولما كان العلماء في العرف أنفسهم، يختلط عليهم أمر العلماء والحمَلَة، خصوصا بعد طول المـُدد؛ فقد انطمست المعالم، ورُفع من لا يستحق الرفع من الأظنّاء، ووُضع من يستحق الرفع. وعندما عمّت البلوى، صار الناس لا يعلمون من العلم إلا علم اللسان، ومن المراتب إلا مرتبة السمع المـُفضي إلى التكرار. وقد يعد الجاهلون منهم معاني الألفاظ، من الوعي المذكور في الحديث، وهي غيره. وهكذا نشأ إخطاء طريق العلم مع التديُّن، كما سنبيّن: 1. جعل الفقه علما: وهذا من أكبر الأغلاط التي وقع فيها المشتغلون بالعلم. وينبغي هنا أن نؤكد أننا نعني بالفقه، الفقه في الاصطلاح لا في مطلق اللغة، ونعني بالعلم أيضا العلم في الاصطلاح الشرعي القرآني على التخصيص. والخطأ في جعل الفقه علما، هو ذاته جعل الطريق غاية. وقد كان هذا الخطأ سببا في شدة الغفلة الطارئة على الأمة، بعد أن تركها النبي صلى الله عليه وآله وسلم على علم. يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ، لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا، لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ؛ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِمَا عَرَفْتُمْ مِنْ سُنَّتِي، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ؛ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ. وَعَلَيْكُمْ بِالطَّاعَةِ، وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا، فَإِنَّمَا الْمُؤْمِنُ كَالْجَمَلِ الْأَنِفِ، حَيْثُمَا قِيدَ انْقَادَ.»[أخرجه ابن ماجة وأحمد والحاكم في المستدرك، عن العرباض بن سارية رضي الله عنه.]. والحديث يتضمّن علوما تفصيلية جمّة، ليس هذا محل تناولها، وسنتناول ما يصب فيما نحن بصدده: - ومعنى السبيل البيضاء التي ليلها كنهارها: أنها واقعة تحت كواشف العلم، بحيث لا يخفى منها شيء. - ومعنى كونها لا يزيغ عنها إلا هالك: أي لا يغادرها إلى غيرها، إلا جاهل ينتهي أمره إلى إهلاك نفسه. وهذا هو الذي سيقع بعد طول المدة بالنبوة، والذي نفهمه من لفظ "بعدي"؛ مما يجعل الزيغ منحصرا في الأزمنة التي تأتي بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وهذا المعنى يدخل في معنى قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «... وَأَنَا أَمَانٌ لأَصْحَابِي مَا كُنْتُ، فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَاهُمْ مَا يُوعَدُونَ؛ وَأَهْلُ بَيْتِي أَمَانٌ لأُمَّتِي، فَإِذَا ذَهَبَ أَهْلُ بَيْتِي أَتَاهُمْ مَا يُوعَدُونَ.»[أخرجه الحاكم في المستدرك عن جابر رضي الله عنه.]؛ ونقصد أمانا من الجهل، وبالتالي من الزيغ. - ومعنى أن من يعش يرَ اختلافا كثيرا: فلأن الاختلاف ينشأ عن تضارب الأقوال، وتضارب الأقوال لا يكون إلا مع الجهل بالمعاني. وعندما صار الفقه علما، لم يكن لأهله بد في تمطيطه وتفريعه، من التنطع والتكلف؛ حتى يظهروا بمظهر من يواصل طريق العلم ويزيد فيه على ما وصل إليه الأولون. وهذا قد زاد الجاهل سوءا، عند توهمه بأنه على منهج العلم عامل. وقد أدى هذا الانحدار، إلى ضعف العقل نفسه لدى الفقهاء؛ حتى صار كل جيل أنقص إدراكا من الجيل الذي قبله؛ وهو مما لا يُحتاج فيه إلى دليل. ومن ينظر إلى قول المتسلِّفة، بوجوب اتباع رأي السلف، يَبِنْ له الأصل الذي يعملون عليه، ويبنْ له بالتالي بطلانه. وعندما جُعل الطريق غاية، انقلب التديُّن لدى الأمة، فعاد صوريا لا روح له؛ ونزل المسلمون شيئا فشيئا، وكأنهم من أهل الكتاب الذين انقطعوا عن المدد النبوي قبلهم؛ وكأن النبي صلى الله عليه وآله سلم، حكمه كغيره من الأنبياء؛ بحيث إذا مات احتاج الناس بعده إلى رسول جديد. وما علموا أن معنى ختم الرسالة، هو أنه صلى الله عليه وآله وسلم الممد لأتباعه من زمن بعثته إلى قيام الساعة. وقد ذكر الله هذا المعنى صريحا في القرآن، في قوله تعالى: {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ } [الجمعة: 3]، بعد ذكره لأهل المدد النبوي من القرون الثلاثة الأولى في قوله سبحانه: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [الجمعة: 2]. وعلى وضوح المعنى، وعدم احتياجه إلى تأويل، فإن الفقهاء يكادون يكفرون به كفرا صريحا؛ عندما نجد بعضهم لا يقبل بذكر أخذ العلم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، مباشرة، في الأزمنة المتأخرة... 2. ابتداع علم الكلام: وهو إدخال للعقل فيما لا مدخل له فيه، وهي معرفة الله. فالمتكلمون الذين هم في أصلهم فقهاء بالمرتبة وبالعلم، عندما علموا أن التديُّن يكون على قدر العلم بالله، من باب: لا يُعبد الله إلا على قدر معرفته؛ وعندما عجزوا عن الظفر بهذه المعرفة من طريقها التي هي التزكية الشرعية، من قوله تعالى السابق:{وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ}؛ احتالوا حيث لا تنفع الحيلة، ونظروا بعقولهم في النصوص المحمية عن العقل، وصاروا يستنبطون عقائد يكلفون بها العامة من بعدهم؛ فظلموا أنفسهم وظلموا غيرهم، وفسقوا وفسَّقوا. فكان الاختلاف الذي حذر منه النبي صلى الله عليه وآله وسلم، هذه المرة متجاوزا لجانب الفقه، إلى جانب المعرفة (العقائد)؛ وكان الاختلاف الجديد في العقائد، أضر على الأمة من الاختلاف في الفقه بكثير. ونشأ الاقتتال المحرم بين المسلمين، وكُفِيَ الأعداء مؤنة استئصال المسلمين جماعات جماعات. ومع كل هذا الوضوح في المآلات، عند عرض الأحوال على القرآن والسنة، فما زال الجهلة المشتغلون بالعلم مصرين على صواب عملهم، وعلى صحة علمهم؛ ولم يعلموا أنهم بذلك، قد انتهوا إلى أن يكونوا متَّهَمين في العقل قبل الدين؛ وهو ما نراه عيانا في زماننا، رغم المكابرة!... 3. العلوم الناتجة عن الدين: يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه لابن عمه عبد الله بن عباس عليهما السلام: «اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ.»[أخرجه أحمد عن ابن عباس]. وهذا الحديث يتضمن العلميْن الرئيسيْن، اللذين ينتُجان بإذن الله عن الدين، وهما: - الفقه في الدين: أي علم ما يتعلق بالطريق وبالسير عليه. وهو يتضمن علم ظاهر الفقه وعلم باطنه؛ أي ما يتعلق بالأبدان، وما يتعلق بالقلوب. وقد أُهمل علم باطن الفقه منذ القرون الأولى، عندما اكتفى الفقهاء بما هو مادي في الدين. ثم إن هذا الفقه الذي نتكلم عنه، وإن كان متعلقا بالظاهر في شطره، فهو من تفقيه الله (تعليمه)، وليس من تعليم الأساتذة (إلا مجازا). وهذا لا يعني منع الأخذ بالوسائل المعتادة في العلم، وإنما يعني أن المعلِّم هو الله من وراء مظهر الأستاذ؛ ويعني أن الله قد يفتح للمتعلم في العلم من جهة باطنه، ما قد لا يعلمه الأستاذ. وهذا من الكشف الذي يكون للفقهاء، أو للمريدين في طريق التزكية. وهو أيضا ضروري للفقهاء المجتهدين، الذين لهم رأي معتبر في الفقه، وعلى رأس هذه الطبقة الأئمة الأربعة المشهورون... - العلم بالله: من حيث الأفعال والصفات والذات. وهذا فضل من الله مع التديُّن، وليس جزاء على التقوى؛ وأقصى ما يكون من التقوى بخصوص هذا الصنف من العلم، هو تهيئة المحل فحسب. كل هذا، بسبب رفعة هذا العلم، وكونه فوق نيل الهمم وبلوغ الأعمال. ولم يعتن بهذا الصنف من العلم الشرعي -على مر الأزمان- إلا الصوفية، الذين عرفوا أن الغاية الله وحده. والعلم بالله الذي يتفضل به الله على من يشاء من العباد، له بداية وليست له نهاية؛ وقد غلط كثير من المتصوفة، عندما ظنوا أن المعرفة العامة هي الغاية؛ بينما هي في الحقيقة بداية ثانية فحسب. وأما المعرفة الخاصة التي هي معرفة التفصيل، فهي بحار بعضها فوق بعض؛ إذا لم يأخذ الله بيد عبده فيها، انقضى عليه الدهر في أحدها، من دون أن يعلم بوجود البحار الأخرى. ومن هذه العلوم التفصيلية، ما هو ناقض لكل الأسس المعرفية التي تكون معلومة لعوام العارفين؛ بل منها ما لا يتكيف للعبارة، ولا يُدرك للعقول؛ فيبقى معلوما لصاحبه وحده، من غير قدرة له على ذكره لغيره. ونعني بالغير هنا العارفين، لا المحجوبين!... وعلى هذا العلم ينطبق قول الله حقيقة:{وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} [يوسف: 76]. ولا أعلم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بهذا العلم، ومع ذلك فهو لا ينحصر له؛ لأنه لو انحصر في وقت، لقيل بانتهاء العلم إلى غاية في حقه. وهذا لا يصح، لأنه نقص يخالف كماله عليه السلام. بل إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، يزداد بربه علما في كل أوقاته؛ يقول الله آمرا له عليه السلام: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [طه: 114]. والدعاء من النبي صلى الله عليه وآله وسلم، إجابة من ربه؛ لهذا فهو يزداد علما إلى ما لا نهاية، دنيا وآخرة. وقد أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن حاله في العلم فقال: «إِذَا أَتَى عَلَيَّ يَوْمٌ لا أَزْدَادُ فِيهِ عِلْمًا، فَلا بُورِكَ لِي فِي طُلُوعِ الشَّمْسِ ذَلِكَ الْيَوْمِ!»[أخرجه ابن راهويه والطبراني في الأوسط، عن عائشة عليها السلام.]. ولا يعلم حقيقة معنى هذا الحديث من جهة الذوق إلا ورثة النبوة، أما غيرهم فيظنون ظنا فحسب!... وعن هذا الصنف الأخير، ينشأ فرع من العلم (شعبة)، يمكننا أن نسميه "إجابة الدين عن أسئلة الفلاسفة". ولم نر أحدا -فيما نعلم- دل على هذا العلم، بل لقد غلط علماء الدين كثيرا عندما أحالوا الفلاسفة على الفقه؛ وهو ما زاد الفلاسفة به بُعدا عن الدين، وجهلا بحقيقته. وما ينبغي أن نذكره هنا، أمران: - الفلسفة لا تجيب عن الأسئلة الفلسفية: وإنما تقدم لها مقاربات منطقية، تقلل من حيرة العقل جزئيا ومرحليا فحسب. وإذا كان هذا حال الفلاسفة الأُصلاء، فإن الفلاسفة المسلمين يكونون قد نزلوا عنهم مرتبة. وهم بتفلسفهم، لم يبقَوْا على أصل الإيمان الذي هو مخالف لطريق الفلسفة من الأصل، كما لم يلحقوا بالفلاسفة في طريقهم الموازي، رغم تقمصهم لكثير من مبادئهم ومقولاتهم. ومن هذا الباب كنا نقول نحن: لا يكون الفيلسوف فيلسوفا حتى يكون كافرا كفرا تاما. وعلى كل حال، فلن نطيل في هذه المسألة، وقد تناولناها عند تناولنا للفلسفة والفلاسفة ضمن شعبة الفلسفة، في معهد العمرية، مع المتخصصين. ويكفي هنا، أن نقرّ بأن الفلسفة، تعجز عن الإجابات، مهما أكثَرَ الفلاسفة من سلوك للطرق الفكرية المتعددة في المسألة الواحدة (الاحتمالات). وعلى عكس ما يظن الجاهلون، فتعديد الطرق الفكرية في المسألة الواحدة، يدل على الجهل لا على العلم. ومن هنا، لا يمكن أن توصف الفلسفة بأنها علم، وهي على هذه الضبابية الكُبرى!... أما العلم، فهو بعكس ذلك، واضح وأحدي الدلالة (المحجة البيضاء)، ولو باعتبار الوجه الواحد، ضمن عدة وجوه، في المسألة الواحدة. - الأجوبة الفلسفية موجودة في الدين: وهذا هو ما لا يخطر ببال الفلاسفة ولا ببال عموم المتديّنين. والسبب الأول، في جهل الفلاسفة بوجود الأجوبة في الدين، هو ظنهم بأن الأجوبة تؤخذ من النصوص (دينية وغير دينية) بعقولهم؛ وهي في الحقيقة لا تُكشف إلا بعد سلوك طريق الدين بشروطه، وإن اعتُمدت النصوص الدينيّة وحدها؛ وأوّل هذه الشروط الإسلام. والفيلسوف عندما يُطالب بالإسلام، من أجل بلوغ الغاية، يرى في ذلك مصادرة على المطلوب، فيرفض الشرط. ولعل القارئ سيعلم أننا عندما نقول بوجود الأجوبة ضمن الدائرة المعرفية للدين في المقابل، فإننا لا نحيل على الفقه؛ لأن الفقهاء لا علم لهم بالله (الغاية) بحسب الاصطلاح. لذلك، يبقى الفقهاء دائما عاجزين عن الرد على الفلاسفة، ويبقى الفلاسفة في الغالب أقوى من الفقهاء من حيث التزام المبادئ العقلية (المنهج). وهذه المعاني، لا تظهر للطالب، إلا بعد دراسة الفقه من الناحية العقلية الصرف، والتي نعتمدها نحن في معهد العمرية. ولأجل تحقيق العلوم، فنحن في زماننا، نقترح حوارا بين كبار المتفلسفين (في غياب صنف الفلاسفة)، نفكك فيه الفلسفة والدين معا، من طريق المعرفة الدينية، لا من طريق الفقه بالمعنى الاصطلاحي؛ للوقوف على أرضية عقلية مشتركة بين الفلسفة والدين، تكون مصححة للتصورات الدينية من جهة الفلاسفة، وموضحة للمقولات الفلسفية في حق أهل الدين عموما. أما إذا بقي المتفلسفون والمتدينون على حالهم، فإنهم سيبقون على طريقيْن متوازييْن لا يلتقيان أبدا؛ وإن زعم طرف منهما التلاقي، فإنه يكون من الملبوس عليه في طريقه ذاته. ونحن عندما قلنا بإمكان التلاقي على أرضية مشتركة، فإننا لم نسقُط بقولنا ذاك في مناقضة ما أسلفنا تبيينه، من التوازي؛ وإنما نعود في ذلك كله إلى الحقائق الإلهية المؤسسة لطريقيْ الدين والفلسفة، من ورائهما؛ لأن الحقائق الإلهية جامعة، لا يخرج عنها موجود من الموجودات حسا وعقلا. وهذا أيضا، مما ينبغي تبيينه اليوم عند تعريف العلم، في جامعاتنا ومعاهدنا. وإن كان المسلمون -من بداية التأثر بالفلسفة اليونانية إلى زمن تقليد الغرب في فلسفته بعد مرحلة الاستعمار- يبدون في صورة المتعلم، حتى بلغ الأمر بأجيال منهم إلى درجة الاستلاب والتبعيّة الفكرية؛ فنحن نجزم اليوم بأننا نستطيع أن نكون معلمين من جديد للعالم أجمع، عند إعادة تناولنا لمختلف الفلسفات بالتفكيك، وعند الإضافة إليها بالتصويب أو بالإلغاء، بما يقبله العقل بمنطقه، لا بغيره؛ بحيث يكون المخالف لما سنثبته، مـُخلا بشروط العقل نفسها. ويبقى له بعد أن يتبيّن المعالم، أن يختار تجربة طريق الدين أو نبذها، بحسب مراد الله منه. ولنجدد التأكيد في ختام هذا المقال، على أن الدين طريق، وليس غاية؛ ليتنبه الفقهاء ومن يقلدهم إلى أنهم مخطئون للطريق، وليتنبه المتفلسفون إلى أن الدين مقابل للفلسفة، وليس خاضعا لها كما يتوهمون؛ مع القول بإمكان الوصول من جهة الدين، وبامتناعه من جهة الفلسفة. وأما قولنا بامتناع الوصول إلى الحقيقة من جهة الفلسفة، فلأن الله الذي هو الغاية من كل طريق، لم يأذن في الوصول إليه إلا من السبيل المشروع. وهذا الإذن منه سبحانه للبعض دون البعض الآخر، هو من آثار عِزته سبحانه. ونعني من هذا، أنه لو وصل إليه غير المأذون، من غير الطريق المأذون، لانتفت عزته سبحانه؛ وهذا محال. يقول الله تعالى عن نفسه (وهذا يدخل ضمن علم الصفات):{لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [آل عمران: 6]. وهذا يعني من جهة التفصيل أن منع الوصول إليه سبحانه متعلق بالعزة، وأن الإذن بالوصول متعلق بالحكمة. يقول الله تعالى في وصف الدين، الذي هو الطريق المأذون، مخاطبا عموم السامعين:{فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى} [طه: 135]. وهذا يعني أن الصراط السوي له صُرُط مخالفة، مقابلة له في الحقيقة؛ ويعني أيضا، أن السواء (العلو) الموصوف به هذا الصراط، يكون له لا لغيره. وأما الهداية المذكورة في آخر الآية، فهي ثمرة السير على الصراط، وإن كان الصراط قد يُسمَّى بها من باب تسمية الشيء بغايته. ومن هذا الوجه، قول الله تعالى:{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة: 6]، وقوله سبحانه، في معرض الكلام عن موسى وهارون:{وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الصافات: 118]. وعلى كل حال، فالمعنى قد يُؤخذ من جهة عموم اللفظ، كما يؤخذ من جهة الخصوص، كما هو معلوم من أساليب العربية، ومن أساليب القرآن خصوصا... وأما قول الله تعالى:{وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ} [المؤمنون: 74]، فيعني أن طريق الفلسفة، ليس طريقا إلى العلم بالحقيقة؛ ومن هنا كان الفلاسفة لهم السؤال لا الجواب. وحتى المتألهون من الفلاسفة، الذين يؤمنون بصفة الألوهية، أو بالألوهية والربوبية، فإنهم لا يتمكنون من الإيمان بالآخرة من خارج الدين؛ وبذلك لا يصح وصفهم بالمؤمنين، وإن بدوا كذلك في نظر الجاهلين؛ لأن الإيمان الشرعي متضمن للإيمان بالآخرة. يقول الله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة: 62]؛ ويقول سبحانه في تعريف الدين (الطريق):{لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} [البقرة: 177]. ويخرج عن الإيمان بالآخرة بعد الفلاسفة، الكتابيون أيضا (بعد البعثة المحمدية)؛ لأن تصوراتهم للآخرة محرفة، وبالتالي هي تنزع بهم نحو الكفر لا نحو الإيمان. فإيمان اليهود بالآخرة، يكاد يكون معدوما، بسبب عودتهم في معناه إلى الدنيا (كرة أخرى)، وبسبب قصور عقولهم عن تعقل عالم يكونون فيه غير عالم الدنيا. وهذا من هيمنة الحس على عقولهم، هيمنة تامة!... وأما النصارى، فإنهم يتصورون الآخرة بما هي حال لهم، لا بما هي عالم مغاير تماما في فيزيائه للدنيا؛ لذلك فهم يقولون بـ "طريق التطهير" (the purgative path)، بعد الموت، عن طريق الإيمان وحده كما يزعمون؛ وهذه المقولة، هي شطر القول بالتناسخ المعلوم لأهله، كما هو جليّ. وهكذا تكون الآخرة في تصور النصارى في الغالب معنوية (متعلقة بالحال)، ويبقون هم بهذا التصور غير مؤمنين بها. أما الآخرة عندنا، فهي حسية ومعنوية، لكنها مخالفة للدنيا؛ بحيث تكون الدنيا دار فناء (كون وفساد)، وتكون الآخرة دار بقاء. وهذا يعني أن البعث -بخلاف ما قال به بعض متفلسفة المسلمين- يكون بالجسم والروح معا (النفس). ونعني من هذا أن ظاهر الناس سيكون على صورة باطنهم في الدنيا، وأن باطنهم سيكون على صورة ظاهرهم؛ وهو من الانقلاب الحاصل بين الدنيا والآخرة. وعلى العموم، فإن العلم بالآخرة، لا يُنال إلا كشفا، أو عيانا عندما ينتقل الناس من الدنيا إلى الآخرة. يقول الله تعالى من باب التحدي على لسان المؤمنين:{وَقُلْ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ . وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ . وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [هود: 121 - 123]. |