![]() انتهاء الاعتصام بعد 1255 يــــــوم
بسم الله الرحمن الرحيم. يُنهي شيخ الطريقة العمرية عبد الغني العمري الحسني، إلى علم الرأي العام، ومن بعده إلى علم أتباع الطريقة العمرية في أنحاء العالم، أنه: 1. قد عزم على إيقاف اعتصامه مع عائلته داخل بيته نهاية يوم الثلاثاء 15-5-2018م، بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم لعام 1439ه. وللإشارة، فإن هذا الاعتصام قد بدأ يوم الاثنين 8-12-2014م، واستمر طيلة 1255 يوم. 2. سيغادر مدينة جرادة التي كانت محل اضطهاده وعائلته من طرف السلطات المحلية والأجهزة الأمنية، مع توظيف الأوباش والسفهاء من أهل المدينة في هذا العمل الشنيع. وسيكون مقر الشيخ المقبل إن شاء الله بمدينة سلا، مرفوقا بجميع أفراد عائلته. حرر بجرادة ليلة الأربعاء: 16-5-2018م. شيخ الطريقة العمرية: عبد الغني العمري الحسني ![]() ![]() Translated
Sheikh's Books |
![]()
2012/11/30
البقرة: (261-280)
261. { مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }: [مثل الذين ينفقون أموالهم]: ينفقون وجوداتهم بإذهاب نسبتها إليهم؛ [في سبيل الله]: في أثناء سلوكهم الطريق إلى الله؛ [كمثل حبة]: وهي حقيقتهم التعينية؛ [أنبتت سبع سنابل]: خرجت منها نسب وجودية حقية بأضعاف ما أنفقت؛ [في كل سنبلة]: في كل نسبة وجودية من هذه النسب؛ [مائة حبة]: حقائق تفصيلية يصير بها العبد عالَما بعد أن كان شخصا من أشخاص العالم. [والله يضاعف]: من هذه النشأة الجديدة؛ [لمن يشاء]: من عباده؛ [والله واسع]: يسع بوجوده كل شيء حتى العدم؛ [عليم]: بكل ما وسع من شيء. 262. { الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ }: [الذين ينفقون أموالهم]: وجوداتهم التي كانت منسوبة إليهم؛ [في سبيل الله]: عند سلوكهم؛ [ثم لا يتبعون ما أنفقوا]: لا يذكرون ذلك في أنفسهم؛ [منا ولا أذى]: يمنون على الحق أنهم تركوا وجودهم فيؤذونه بذلك؛ لأن وجودهم بالأصالة له سبحانه. [لهم أجرهم]: حظهم من الحق؛ [عند ربهم]: بالحق؛ [ولا خوف عليهم]: من اقتصاص الحقائق منهم؛ [ولا هم يحزنون]: على فوات الحق في معاملتهم. 263. {قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ }: [قول معروف]: تنسبون فيه الأمر كله لله؛ [ومغفرة]: بالله لكل شأنكم؛ [خير]: أفضل عند الله؛ [من صدقة]: بذل؛ [يتبعها أذى]؛ لأنكم ما بذلتم إلا منه وله. [والله]: من حيث الحقيقة؛ [غني]: عنكم وبالأحرى عن بذلكم؛ [حليم]: على جهلكم في قولكم عند أنفسكم. 264. { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ }: [يا أيها الذين آمنوا]: بأن الحق ما تسمعون؛ [لا تبطلوا]: تلحقوها بالعدم؛ [صدقاتكم]: ما تصدقتم به، وهو عدم في الأصل؛ [بالمن]: فتنجس بالنفس؛ [والأذى]: فيحرمكم من حظكم في الحق؛ [كالذي ينفق ماله]: من حيث الشرع؛ [رئاء الناس]: وهم لا يملكون له شيئا؛ [ولا يؤمن بالله]: ربه الذي يثيب على الأعمال؛ [واليوم الآخر]: يوم الجزاء؛ فمثل هذا، خسر ما أنفق بخسرانه الجزاء على الإنفاق. فكذلك من يتنازل عن وجوده الباطل لربه، ويمن بذلك؛ فهو قد خسر وجوده الوهمي في وهمه، وما فاز بوجود الحق من حيث النسبة. فعاد عليه حكم عدمه الأصلي. [فمثله]: هذا الخاسر؛ [كمثل صفوان]: وهو الحجر الأملس، كناية عن وجود الحق الذي ليس معه غيره؛ [عليه تراب]: وهو ما لم يتماسك من الأرض؛ وهو كناية عن وجود العبد المتوهم؛ [فأصابه وابل]: والوابل المطر الشديد؛ وهو هنا مطالبات الحقيقة؛ [فتركه صلدا]: أي ترك الحجر أملس ليس عليه شيء؛ وهو تشبيه لتعري الوجود الحق من الوجود الوهمي، حتى لا يبقى له معه ذكر. [لا يقدرون]: من ظن أن له من الوجود شيئا يمن به في الطريق؛ [على شيء]: إذ لا شيء لهم؛ [مما كسبوا]: في وهمهم؛ [والله]: من حيث عزته وغناه؛ [لا يهدي]: إليه؛ [القوم الكافرين]: من حُجبوا بأنفسهم حتى في سلوكهم الذي يُقصد منه الخروج عن حكمها. 265. { وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }: [ومثل الذين ينفقون أموالهم]: ما كان يُنسب إليهم؛ [ابتغاء مرضاة الله]: من غير نظر إلى أنفسهم، [وتثبيتا من أنفسهم]: على ما ينبغي أن يكون؛ [كمثل جنة]: من النبات؛ [بربوة]: من ربا يربو وهو النماء؛ [أصابها وابل]: مثل ما أصاب سابقها من الصفوان؛ [فآتت أكلها]: ثمرتها؛ [ضعفين]: وجود حق قديم، ووجود حق محدث؛ [فإن لم يصبها وابل]: يحققها بالحق؛ [فطل]: والطل أخف المطر؛ والمقصود أنه إن لم يتحقق، ينل المعرفة العامة. [والله]: الحق؛ [بما تعملون]: في أثناء السلوك؛ [بصير]: لا يخفى عنه شيء من ذلك؛ حتى لا يظن ظان أنه سيجزى غير ما هو مناسب لحاله. 266. {أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ }: [أيود أحدكم]: أيها المظاهر؛ [أن تكون له جنة]: مما ينبت وينمو؛ [من نخيل وأعناب]: أي الأذواق المتنوعة من الطعام والشراب الحقيقيين؛ [تجري من تحتها الأنهار]: الجريان للأحوال، وهي تحت الأذواق في المرتبة؛ [فيها من كل الثمرات]: العلمية والعملية؛ [وأصابه الكبر]: بالحق بعد أن كان صغيرا بنفسه؛ [وله ذرية]: وهي الأشياء الصغيرة كالفتات، وسميت كذلك لمكانة لصبية من والديهم من حيث الحجم. والمقصود هنا: له مراتب أدنى في الوجود عليه رعايتها؛ [ضعفاء]: محتاجون إليه في رزقهم؛ [فأصابها]: الجنة التي هي مظنة الرزق؛ [إعصار فيه نار]: من قوة التجلي؛ [فاحترقت]: ذهبت عينها؛ وهذا يقع لمن غُلب عقله. [كذلك يبين الله لكم الآيات]: حتى تعرفوا أن حفظ وجودكم بالحق، من كونه فرعا لوجود الحق، هو من فضل الله عليكم لتنالوا في مراتب عبوديتكم مختلف الأرزاق الذوقية والحالية، التي تزيدكم علما بربكم. [لعلكم تتفكرون]: في أحوالكم ومآلكم. 267. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ}: [يا أيها الذين آمنوا]: بما ذكرت لكم؛ [أنفقوا]: ابذلوا؛ [من طيبات ما كسبتم]: مما علمتم حقيقته من منسوباتكم؛ [ومما أخرجنا لكم]: ومما أنلناكم علمه؛ [من الأرض]: من عبوديتكم؛ [ولا تيمموا]: ولا تقصدوا؛ [الخبيث منه]: مما ادعيتم الاستقلال فيه بأنفسكم، أو مما نتج عن ربوبيتكم قبل وصولكم؛ [تنفقون منه]: تقدمونه وسيلة إلى الله؛ [ولستم بآخذيه]: يقصد الحق المطلوب؛ [إلا أن تغمضوا فيه]: أي تستزيدوا منه لرداءته؛ وحتى هذا لا ينفع. [واعلموا]: من حالكم؛ [أن الله]: حقيقتكم؛ [غني]: لا تظفرون به عن فاقة منه إليكم سبحانه؛ [حميد]: بمعنى حامد محمود؛ فالمحامد منه وإليه من غير حاجة إليكم. 268. { الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }: [الشيطان]: الدال على البعد؛ [يعدكم الفقر]: يخوفكم من فقد وجودكم؛ [ويأمركم بالفحشاء]: يأمركم بإثبات وجودكم، فيكون فعلا شنيعا منكم؛ [والله]: القريب منكم؛ [يعدكم مغفرة منه]: لكم، حتى يغطي وجوده وجودكم؛ [وفضلا]: بإبقاء وجودكم عليكم به سبحانه؛ [والله]: من حيث الذات؛ [واسع]: يسع المراتب الوجودية كلها؛ [عليم]: بما وسع أنه ليس إلا هو. 269. { يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ }: [يؤتي الحكمة]: وهي العلم بالمراتب وما تقتضيه من معاملات؛ [من يشاء]: من المصطفين من العباد؛ [ومن يؤت الحكمة]: وثبتت له؛ [فقد أوتي خيرا كثيرا]: وهو ما لا حد له من الكمالات. [وما يذكر]: فيعرف بعد أن كان ناسيا؛ [إلا أولو الألباب]: من كانوا في كل مظهر مع الظاهر به، لا مع المظهر نفسه وحسب. 270. { وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ }: [وما أنفقتم من نفقة]: معتبرة عند الله؛ [أو نذرتم من نذر]: أو ما نويتم من إنفاق في المستقبل لم يتحقق بعد؛ [فإن الله]: من حيث هو ربه في الأصل؛ [يعلمه]. [وما للظالمين]: الذين يحيدون عما طلب إليهم من أدب في الإنفاق؛ [من أنصار]: إلا الله ربهم، ينصرهم على جهلهم، فيعودون إليه سبحانه في إنفاقهم. 271. { إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }: [إن تبدوا الصدقات]: إن تظهر منكم مجاهدتكم لأنفسكم؛ [فنعما هي]: فهو أمر حسن؛ [وإن تخفوها]: حتى تموت أنفسكم بسرعة؛ [وتؤتوها الفقراء]: تبينوها للمحتاج إليها، من غير أن تشيروا إلى أنفسكم؛ لأن النفوس تحيى بظهور فضلها على أقرانها؛ [فهو خير لكم]: من الظهور؛ [ويكفر عنكم من سيئاتكم]: الإخفاء يكفر الله به سيئات النِّسب النفسية، لتحل محلها النسبة الإلهية. [والله]: حقيقتكم؛ [بما تعملون]: من كلا الصنفين؛ [خبير]: والخبرة من الله نظير الذوق من العبد؛ وهو سبحانه خبير، لأنه العامل والذي يعود عليه العمل منكم. 272. { لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ}: [ليس عليك هداهم]: الخطاب للوجه الكلي المحمدي، لأن الهداية لا تعم؛ [ولكن الله يهدي من يشاء]: يخص بها قوما دون آخرين. [وما تنفقوا من خير]: الخطاب لمظاهر الهداية من الأتباع؛ [فلأنفسكم]: يعود على محو ظلمتكم، فلا تظنوا أنه ينفع من أنتم حقيقة جزئية من حقائقه صلى الله عليه وآله وسلم. [وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله]: أي لا تعتبر النفقة منكم إلا إذا كنتم تبتغون وجه الله بها، وإلا كانت وبالا عليكم. [وما تنفقوا من خير]: من وجود منسوب إليكم؛ [يوف أليكم]: تنالون به وجودا في المقابل حقا؛ [وأنتم لا تظلمون]: بفقد الوجود من كل جهة؛ فهذا يعيدكم إلى العدم، والله قد سبق في علمه أن توجدوا. وهذه النسبة الحقية التي نلتم، هي فضل من الله وجود. 273. { لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ }: [للفقراء]: إي إن الصدقات تكون للفقراء؛ بمعنى أن نفعها يعود عليهم؛ وليسوا إلا أنتم؛ [الذين أحصروا في سبيل الله]: الذين ألزموا أنفسهم بالسلوك وقبلوا تبعاته؛ [لا يستطيعون ضربا في الأرض]: هم ممنوعون من كثير مما يعد نفعا بالنسبة إلى غيرهم، بحكم السلوك؛ [يحسبهم الجاهل]: يظنهم من لا علم له بأحوال الخواص؛ [أغنياء]: ليسوا في حاجة إلى ما زهدوا فيه؛ [من التعفف]: من التعفف عن التلبس بالنفس ومتعلقاتها؛ [تعرفهم]: لا يخفى حالهم عن خبير؛ [بسيماهم]: بعلامتهم المميزة، وهي الانجذاب إلى جانب الحق؛ [لا يسألون الناس]: إن سألوهم، وإنما يسألون الله منهم؛ [إلحافا]: فإلحافهم الذي هو شدة الإلحاح في المسألة، هو لله لا للمظاهر العدمية؛ لأنهم يعلمون أن العدم لا شيء منه. [وما تنفقوا من خير]: مما هو معتبر؛ [فإن الله]: المحيط؛ [به عليم]: وعلمه به يكفيكم، عن التعلق بالعوض فتفسد معاملتكم. 274. {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}: [الذين]: أي المنفقون المعتبرون هم هؤلاء؛ [ينفقون أموالهم]: يبذلون وجودهم الفرعي؛ [بالليل]: من حيث الباطن؛ [والنهار]: ومن حيث الظاهر؛ [سرا]: بما يقتضيه موطن الباطن؛ [وعلانية]: بما يوافق أدب الشريعة في الظاهر؛ [فلهم أجرهم]: الكامل من الوجود الحق؛ [عند ربهم]: بتحققهم؛ [ولا خوف عليهم]: أن يعودوا إلى العدم كما تخشى النفس؛ [ولا هم يحزنون]: لما يسرهم من الجزاء الذي يفوق ما يأملون. 275. { الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }: [الذين يأكلون الربا]: الذين يتغذون على الوجود الوهمي؛ جاءت هذه الصفة من كونه زائدا في العقل على الوجود الحقيقي؛ [لا يقومون]: بهذا الوجود في زعمهم؛ [إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس]: إلا كما يكون قيام الممسوس بالروح الشيطاني؛ وقيامه ليس إلا تخبطه. والتخبط هو التردد بين الوجود الحق والوجود الوهمي، رغم أنه لا قيام له إلا بالوجود الحق. [ذلك]: التخبط؛ [بأنهم]: هؤلاء الغائبون عن الحقيقة؛ [قالوا]: بإدراكهم الذي لا يجاوز استعدادهم السقيم؛ [إنما البيع]: وهو بذل الثمن من وجودهم الوهمي، مقابل التحقق بالوجود الحق؛ [مثل الربا]: مثل القول بالوجودين كما ذهب إلى ذلك بعض المتكلمين والمتفلسفين من أهل التدين؛ [وأحل الله البيع]: لأنه حق، والحقيقة تعضده؛ [وحرم الربا]: حرم ادعاء ما لا سند له في الحقائق. [فمن جاءه موعظة من ربه]: بترك القول بالوجودين؛ [فانتهى]: عن قوله الباطل؛ [فله]: يهبه الله بمغفرته؛ [ما سلف]: ما تقدم له من الإثم؛ [وأمره]: عائد؛ [إلى الله]: بلحوقه بالمتحققين بالحق؛ [ومن عاد]: إلى قوله الباطل بازدواجية الوجود؛ [فأولئك أصحاب النار]: لأن النار تطلب الوجود الزائد لتحرقه، على ما حكمت به الحقيقة؛ [هم]: بحجابهم؛ [فيها]: بالحال؛ [خالدون]: ملازمون لها أبدا. 276. {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ}: [يمحق الله الربا]: بنار الحقيقة؛ [ويربي الصدقات]: يربي الوجودات الوهمية المبذولة، بإلحاقها بالوجود الحق حكما. [والله]: من غيرته تعالى؛ [لا يحب كل كفار]: لوجوده بوجوده في إدراكه السقيم؛ [أثيم]: فلا إثم يعدل إثمه، لو تدبر! 277. {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}: [إن الذين آمنوا]: بما سبق؛ [وعملوا الصالحات]: وفق إيمانهم؛ [وأقاموا الصلاة]: بسلوكهم الطريق إلى الله؛ [وآتوا الزكاة]: حتى ينمو حقهم ويغلب باطلهم؛ [لهم أجرهم]: لهم حظهم من الحق، بما يناسب استعدادهم؛ [عند ربهم]: أي أصل وجودهم؛ [ولا خوف عليهم]: من طغيان الحق عليهم فيفنيهم إفناء تاما؛ لأنه لا فائدة منه؛ [ولا هم يحزنون]: بفقد وجودهم المقيد الذي هو سبب تحصيلهم أنواع الرزق. 278. { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}: [يا أيها الذين آمنوا]: بأن الحق هو حقيقتهم؛ [اتقوا الله]: وخافوا قدرته عليكم؛ [وذروا]: اتركوا؛ [ما بقي من الربا]: من وجودكم له؛ [إن كنتم مؤمنين]: إن كان إيمانكم بالحق حقيقيا. 279. {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ}: [فإن لم تفعلوا]: فإن لم تتركوا وجوداتكم للحق كما هي في الأصل؛ [فأذنوا بحرب من الله ورسوله]: فتهيأوا لحرب من الله ورسوله تكونون فيها المغلوبين. وقد ورد ذكر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هنا، للبشارة بإبقاء الأعيان مع التحقق؛ لأن بقاء الأعيان غير مضمون مع الحق وحده. ومن هنا كانت الحقيقة المحمدية حجابا بين يدي الحق كما نبه إلى ذلك بعض أهل الله. [وإن تبتم]: إن رجعتم إلى الحق؛ [فلكم رؤوس أموالكم]: وهي وجوداتكم المقيدة؛ [لا تظلِمون]: لا تطغوا بنسبة الوجود إليكم؛ [ولا تُظلمون]: بطغيان الحق المطلق على وجوداتكم المقيدة. وهذا كله من الشراكة بين الحق والخلق التي ذكرناها مرة. 280. {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}: [وإن كان]: العبد؛ [ذو عسرة]: متعسر التحقق، لقصور استعداد وفساد مزاج؛ [فنظرة]: إمهال؛ [إلى ميسرة]: إلى أن يتعدل استعداده فيحصل ما حصله غيره سريعا. وهذه عناية بالضعفاء من السالكين، ورعاية لحقهم. [وأن تصدقوا]: بوجودكم؛ [خير لكم]: هو زيادة في حقيقتكم لا نقصان كما قد يتوهم المتوهمون؛ [إن كنتم تعلمون]: ما ستحصلون من خير لا يخطر ببالكم قبل الآن. |