![]() انتهاء الاعتصام بعد 1255 يــــــوم
بسم الله الرحمن الرحيم. يُنهي شيخ الطريقة العمرية عبد الغني العمري الحسني، إلى علم الرأي العام، ومن بعده إلى علم أتباع الطريقة العمرية في أنحاء العالم، أنه: 1. قد عزم على إيقاف اعتصامه مع عائلته داخل بيته نهاية يوم الثلاثاء 15-5-2018م، بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم لعام 1439ه. وللإشارة، فإن هذا الاعتصام قد بدأ يوم الاثنين 8-12-2014م، واستمر طيلة 1255 يوم. 2. سيغادر مدينة جرادة التي كانت محل اضطهاده وعائلته من طرف السلطات المحلية والأجهزة الأمنية، مع توظيف الأوباش والسفهاء من أهل المدينة في هذا العمل الشنيع. وسيكون مقر الشيخ المقبل إن شاء الله بمدينة سلا، مرفوقا بجميع أفراد عائلته. حرر بجرادة ليلة الأربعاء: 16-5-2018م. شيخ الطريقة العمرية: عبد الغني العمري الحسني ![]() ![]() Translated
Sheikh's Books |
![]()
2012/11/29
البقرة: (241-260)
241. { وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ }: [وللمطلقات]: من النفوس في حال الفرق؛ [متاع]: مما يتحقق به صلاحها، من الرزق الطبيعي، والمدد النوراني؛ [بالمعروف]: وهو الحق الشرعي؛ [حقا]: واجبا؛ [على المتقين]: من غضب رب العالمين. 242. { كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }: [كذلك يبين الله لكم آياته]: فيما يتعلق بأحكام الفرق؛ [لعلكم تعقلون]: عنه سبحانه تفاصيلها، وتعملون بها لتحصيل النفع لأنفسكم. 243. { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ }: [ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم]: ألم تر إلى الذين خرجوا حكما من مقامهم الأصلي الذي هو العدم؛ [وهم ألوف]: يألف بعضهم بعضا لعدم شهودهم الحق؛ [حذر الموت]: يحذرون الموت، لأنهم يتوهمون منه العودة إلى العدم؛ والنفوس لا شر عندها منه. [فقال لهم الله]: من صورة محمد صلى الله عليه وآله وسلم؛ [موتوا]: عن أنفسكم من غير إعدام؛ [ثم أحياهم]: به حياة حقيقية. [إن الله]: من حيث كونه القيوم الوارث؛ [لذو فضل على الناس]: ممن وقع لهم ذلك؛ [ولكن أكثر الناس]: من جهلهم؛ [لا يشكرون]: بطلب موتهم عن أنفسهم وحياتهم بالحق. فما أسوأ حالهم، والطريق ممهد أمامهم. 244. { وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }: [وقاتلوا في سبيل الله]: وهمكم، حتى تصلوا إليه؛ [واعلموا أن الله]: من حيث جمعه؛ [سميع]: لما تحدثون به أنفسكم؛ [عليم]: بما عندكم من حق أو باطل. 245. { مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }: [من ذا الذي يقرض الله]: من ذا يسلم نفسه لله؛ [قرضا حسنا]: لا يتبعه بتهمة؛ [فيضاعفه]: من حيث القدر؛ [له]: لا يأخذ الله منه شيئا لأنه غني سبحانه، وإنما هو كله له؛ [أضعافا كثيرة]: بتحققه بالمراتب المختلفة؛ [والله يقبض]: من وجود النفس ما يشاء؛ [ويبسط]: من وجودها ما يشاء؛ ليقع التفاوت بين الأشخاص. [وإليه ترجعون]: جميعا، سواء من قَبَض أو من بسط. 246. { أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ }: [ألم تر إلى الملإ]: ألم تر إلى الرؤساء؛ [من بني إسرائيل]: من أهل النسبة الإلهية؛ [من بعد موسى]: من بعد غياب الروح؛ [إذ قالوا لنبي لهم]: وهو العقل؛ [ابعث لنا ملكا]: وهو الشرع؛ [نقاتل]: العدو الذي هو الهوى؛ [في سبيل الله]: من أجل الوصول إلى العلم بالله. [قال]: العقل؛ [هل عسيتم إن كتب عليكم القتال]: إن فرض عليكم من ربكم؛ [ألا تقاتلوا]: لأن أخذ الأمر من النفس مستطاب، وأخذه من الحق شاق. [قالوا وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا]: فجعلوا القتال بالقصد الأول لأنفسهم لعلة الإخراج، وبالقصد الثاني في سبيل الله؛ والمطلوب توحيد القصد. [فلما كتب عليهم القتال]: من قِبل الله تعالى؛ [تولوا]: أعرضوا عن تنفيذ الأمر؛ [إلا قليلا منهم]: ممن كانوا صادقين في طلب القتال في سبيل الله. [والله عليم]: من إحاطته بكل شيء سبحانه؛ [بالظالمين]: الذين يدعون ما ليس فيهم. وما وقع للملإ من بني إسرائيل، يقع كثيرا لمن يدعي إرادة السلوك؛ فتجدهم يزعمون أنهم سيجاهدون أنفسهم في سبيل الله، وإذا أمرهم المظهر الرباني بذلك على مراده، تخلفوا عن العمل، إلا قليلا منهم. 247. { وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }: [وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا]: من الطّول الذي هو القوة الضرورية للملك؛ [قالوا أنى يكون له الملك علينا]: فلم يقبلوا به بعد أن طلبوا وجوده؛ وسبب إبائهم كبر أنفسهم؛ [ونحن أحق بالملك منه]: قالوا هذا من ربوبية النفس التي لا تقبل منافسا؛ [ولم يؤت سعة من المال]: يقصدون أنه فقير بالذات؛ والملِك لا بد أن يكون مقتدرا بالذات؛ فانحجبوا بصفة تشبيهية عن صفة تنزيهية، والمتصف بهما واحد. [قال]: النبي؛ [إن الله اصطفاه عليكم]: جعله أعلى مرتبة منكم لنسبته الإلهية؛ [وزاده]: على النسبة؛ [بسطة في العلم]: ليعم جميع الأحكام؛ [والجسم]: وهي القوة الذاتية التي له، فلا يقوم أمامها أي منكم. [والله يؤتي ملكه]: لأن الملك بالأصالة لله؛ [من يشاء]: فيجعله يظهر في مرتبة من المراتب بصفته. [والله]: بجمعيته؛ [واسع]: لا يخرج عنه شيء من الموجودات عينا وإن وقع التفاوت حكما؛ [عليم]: بكل التعينات والأحكام على الإجمال والتفصيل، من علمه بنفسه سبحانه. 248. { وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ }: [وقال لهم نبيهم إن آية ملكه]: إن علامة تحكمه؛ [أن يأتيكم التابوت]: وهو اللفظ المعجز؛ [فيه سكينة من ربكم]: ما تسكنون به من حيرتكم، حتى تعلموا أنه من ربكم؛ [وبقية مما ترك آل موسى وهارون]: وهي الميراث الروحاني؛ [تحمله الملائكة]: وهي القوى الروحانية. [إن في ذلك]: البعث للملِك؛ [لآية لكم]: دلالة لكم على ربكم؛ [إن كنتم مؤمنين]: بدلالته. 249. { فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ}: [فلما فصل طالوت بالجنود]: فلما خرج بالقوى المختلفة من مستقر العادات؛ [قال إن الله مبتليكم بنهر]: قال إن الله مختبركم بعلم الاستنباط؛ [فمن شرب منه]: فقد أخذ عن نفسه لا عن ربه؛ [ومن لم يطعمه]: مكتفيا بي؛ [فإنه مني]: وأنا مِن ربه؛ فأخذه يكون عن ربه؛ [إلا من اغترف غرفة]: وهو الحد المشروع من الاستنباط للفقهاء للضرورة؛ [بيده]: على قدر اجتهاده. [فشربوا منه]: توسعوا فيه؛ فنتجت عندهم الاختلافات الكثيرة؛ [إلا قليلا منهم]: ممن بقوا على حكم ربهم لا يتجاوزونه؛ [فلما جاوزه]: بتعاليه عنه؛ هو والذين آمنوا معه: فكانوا كالإمام مع المأمومين الصادقين؛ [قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده]: لما جاوزوا نهر إعمال العقل في الوحي، خافوا دخول الهوى على أنفسهم فيه؛ [قال الذين يظنون أنهم ملاقو الله]: قال الذين يؤمنون أنهم سيلاقون الله، ويجدون ذلك من أنفسهم؛ [كم من فئة قليلة]: قليلة بأنفسها كثيرة بالله؛ [غلبت فئة كثيرة]: كثيرة بأنفسها، ولا نسبة لهم ربانية؛ [بإذن الله]: بعد إذن الله لهم بالغلبة؛ وذلك لأن النفوس أيضا قائمة بالله؛ والغلبة ليست ذاتية للغالب. [والله مع الصابرين]: على الابتلاء المتابِعين لما جاءت به الأنباء من غير انحراف. 250. { وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }: [ولما برزوا لجالوت]: لما واجههم تجلي الهوى؛ [وجنوده]: الصائلين ذوي القوة الإلهية؛ [قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا]: صبرنا حتى نقوم أمامه؛ [وثبت أقدامنا]: حتى لا نتبعه أو ننهزم؛ [وانصرنا]: بأن تحققنا بك، فتكون أنت المنصور؛ [على القوم الكافرين]: الذين ينسبون قوتك إليهم. 251. { فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ }: [فهزموهم بإذن الله]: غلبوهم بالحق لا بأنفسهم؛ [وقتل داود]: النبي؛ [جالوت]: الهوى؛ [وآتاه الله]: آتى الله العقل الروحاني؛ [الملك]: في المملكة الإنسانية؛ [والحكمة]: في تصريف الأمور؛ [وعلمه مما يشاء]: من أسرار الوجود. [ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض]: دفعهم بالمغالبة بين الهوى والحق؛ [لفسدت الأرض]: لفسدت أرض الخلافة الإلهية، وفسادها باختلاط أحكام الحق والباطل؛ والمقصود غلبة الحق على الباطل لا غير. [ولكن الله ذو فضل]: يتفضل عليهم بما هو سبب فلاحهم؛ [على العالمين]: من أهل الحق، ليعلوا في الأرض؛ ومن أهل الباطل ليكونوا في السفل ملازمين لمكانتهم الأصلية. 252. { تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ }: [تلك آيات الله]: من مغالبة حزب الحق لحزب الباطل؛ [نتلوها عليك]: ذوقا؛ [بالحق]: تكون أنت فيها حقا خبيرا. [وإنك]: عند تحققك بالحق؛ [لمن المرسلين]: إلى غيرك من النفوس، لتعرفني فيك. 253. {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ }: [تلك الرسل]: وهي مظاهر الحق؛ [فضلنا بعضهم على بعض]: في التحقق؛ [منهم من كلم الله]: منهم من تحقق بصفة الكلام الوجودي، فيرى صدور الأشياء عنه؛ [ورفع بعضهم]: إشارة إلى مرتبتك الفريدة؛ [درجات]: فوق مستوى الصفات. [وآتينا عيسى ابن مريم]: آتينا روح الله منك؛ [البينات]: آتيناه ذوق الولاية العام؛ [وأيدناه بروح القدس]: فكان حقا مطلقا في صورة مقيدة. [ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم]: من مظاهر الأسماء، بل من الأسماء؛ [من بعد ما جاءتهم البينات]: جاءهم العلم أن كل اسم هو الله، وأن كل مظهر حق؛ [ولكن اختلفوا]: في المعاني الجزئية؛ [فمنهم من آمن]: بقي على نسبة الحق؛ [ومنهم من كفر]: ومنهم من يقتضي معناه تغيّر النسبة في نظره فحسب. [ولو شاء الله ما اقتتلوا]: بردهم إلى الاسم الجامع الواحد؛ [ولكن الله يفعل]: في تجلياته؛ [ما يريد]: مما شاء من الشؤون الذاتية. 254. { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ }: [يا أيها الذين آمنوا]: أيها المنتسبون إلى الحق؛ [أنفقوا مما رزقناكم]: ابذلوا من معانيكم؛ [من قبل أن يأتي يوم]: من قبل أن يأتي تجلّ؛ [لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة]: عند استيلاء الأحدية، وطمسها للمعالم. [والكافرون]: من طمسوا نسبة الحق فيهم، قبل الأوان؛ [هم الظالمون]: لمخالفتهم حكم التجلي، لا الحق؛ لأنهم دائما على الحق. 255. { اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ }: [الله]: الذات؛ [لا إله إلا هو]: في جميع المظاهر؛ [الحي]: بجميع أنواع الحيوات؛ [القيوم]: في كل مظهر بما يقتضيه استعداده؛ [لا تأخذه سنة]: في مظهر السِّنة حقيقة أو في مظهر الغفلة؛ [ولا نوم]: في مظهر النوم حقيقة، أو في مظهر الكفر التعطيلي؛ [له ما في السماوات]: من أنواع التنزيه؛ [وما في الأرض]: من صنوف التشبيه؛ [من ذا الذي يشفع عنده]: وهو غير موجود حتى يشفع؛ [إلا بإذنه]: فيشفع الإمكان بإذنه الذي هو شفاعة الحق في مظهره؛ [يعلم ما بين أيديهم]: لأنه الآخر بعد المظاهر؛ [وما خلفهم]: لأنه الأول قبلها. [ولا يحيطون بشيء من علمه]: لا يظهر من علمه فيهم؛ [إلا بما شاء]: مما يحتمله الاستعداد. [وسع كرسيه السماوات والأرض]: وهو تجلي الفرق العام، الذي به ثبت تعين السماوات والأرض؛ [ولا يؤوده]: لا يشق عليه سبحانه الفرق لأنه شأنه؛ [حفظهما]: لأن المظاهر ليست غير الظاهر؛ [وهو العلي]: عن كل تقييد تفصيلي؛ [العظيم]: في كل ما ظهر من التقييد الإجمالي. 256. { لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }: [لا إكراه في الدين]: الدين الانقياد لله؛ والانقياد له سبحانه إذا لم يكن طواعية، فهو غير مقبول؛ لأن الله عزيز، لا يرضى أن يأتيه عبده مكرها. [قد تبيّن الرشد]: وهو الهدى؛ [من الغي]: الذي هو الضلال؛ فلا يبقى بعد التبيّن إلا أن تختار كل نفس سبيلها. [فمن يكفر]: من العباد؛ [بالطاغوت]: وهو ما طغى على النظر فحجب عن الحق؛ [ويؤمن بالله]: الحق؛ [فقد استمسك بالعروة الوثقى]: وهو الوجود الحق؛ [لا انفصام لها]: كما هو شأن الوهم الذي لا ثبات له؛ [والله]: من حيث المرتبة؛ [سميع]: لكل نفس ما تحدث به نفسها، مما يوافق سبيلها؛ [عليم]: بكل صنف من أصناف النفوس، وما تسلك من سبيل. 257. {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }: [الله]: الحق؛ [ولي الذين آمنوا]: هو سندهم الوجودي؛ [يخرجهم من الظلمات]: يخرجهم من شهود الصور العدمية؛ [إلى النور]: إلى شهود الحق في الصور؛ [والذين كفروا]: المحجوبون عن الحق؛ [أولياؤهم الطاغوت]: مستندهم الصور الكونية؛ [يخرجونهم من النور]: الأصلي عندهم؛ [إلى الظلمات]: التي هي المآلات العدمية للصور؛ [أولئك أصحاب النار]: الذين هم مادتها؛ [هم فيها خالدون]: بسبب ملازمة صفة الحجاب لهم. 258. { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }: [ألم تر إلى الذي حاج]: جادل وأدلى بحججه؛ [إبراهيم]: الوجه الإلهي؛ [في ربه]: الذي هو الحق المتجلي به؛ [أن آتاه الله الملك]: آتاه الله الملك الظاهر من بعض تصرفه في كونه؛ [إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت]: يحيي بمعرفته، ويميت بعدمها؛ [قال أنا]: النفس الحجابي؛ [أحيي]: بتصرفي بالإبقاء على الحياة الطبيعية؛ وأميت بتصرفي في مفارقتها؛ [قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس]: يأتي بشمس الكشف؛ [من المشرق]: وهو محل ظهورها من النفوس المأذون لها؛ [فأت بها من المغرب]: فأطلع نورها من النفوس التي قضى عليها الحجاب إن استطعت. فدله على المتصرف حقيقة من وراء كل الصور. [فبهت]: انقطع؛ [الذي كفر]: الذي حَجَب الحق بنسبة نفسه؛ [والله لا يهدي]: لنوره؛ [القوم الظالمين]: الذين اعتدوا في النّسبة. 259. { أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }: [أو]: هذا مثال آخر على معرفة الحق؛ [كالذي مر على قرية]: مر على جماعة من المظاهر؛ [وهي خاوية]: من الحق عند أنفسها؛ [على عروشها]: الوهمية؛ [قال أنى يحيي هذه الله]: بمعرفة الحق؛ [بعد موتها]: بعد تحقق موتها المعرفي. [فأماته]: أفناه؛ [الله]: القيوم الباقي؛ [مائة عام]: أفناه في ثلاثة أرباع وجوده التي هي: الحقيقة والخيال والعلم؛ وأبقى عليه سبحانه الحياة الطبيعية وحدها؛ لأن المائة هي ثالثة مراتب العدد الأربع. [ثم بعثه]: رده في مراتب وجوده مرة أخرى. [قال كم لبثت؟]: غائبا عن مشاهدة شؤوني؟؛ [قال لبثت يوما أو بعض يوم]: بقيت شأنا من شؤونك أو بعضه؛ لأن الفناء لا يبقي ذكرا لصاحبه. [قال بل لبثت مائة عام]: من الشؤون؛ [فانظر إلى طعامك]: الوجودي؛ [وشرابك]: العلمي الوحيي؛ [لم يتسنه]: لم يفسد عليك رغم غيابك عنه؛ [وانظر إلى حمارك]: وهي نفسك المكلفة، كيف ماتت عنك؛ [ولنجعلك آية]: دالة على الحق؛ [للناس]: لمن نسي قيامه بالحق. [وانظر إلى العظام]: من سيئاتك؛ [كيف ننشزها]: كيف نجمعها؛ [ثم نكسوها لحما]: نقلب حقيقتها قلبا. [فلما تبيّن له]: فعل الله فيه؛ [قال أعلم]: عن ذوق وجودي وشهود؛ [أن الله على كل شيء]: ظاهر؛ [قدير]: على البطون في ظهوره. 260. { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }: [وإذ قال]: في هذا التجلي؛ [إبراهيم]: عبد التحقيق؛ [أرني]: مشاهدة؛ [كيف تحيي الموتى؟]: كيف تحيي من هو حي عندك؟؛ [قال أو لم تؤمن؟]: بأن الحجاب حكم عدمي؟؛ [قال بلى]: آمنت؛ [ولكن ليطمئن قلبي]: ليسكن قلبي من حيرته الشهودية. [قال فخذ أربعة من الطير]: وهي الأربعة وجودات التي سبق ذكرها. وسميت طيرا لعدم ثباتها زمنين. وهي الوجود الحقيقي والخيالي والذكري (اللفظي) والرسمي؛ [فصرهن إليك]: اجمعهن على حقيقتك؛ [ثم اجعل على كل جبل]: من العوالم المختصة بها؛ [جزءا]: أي ألحق كل وجود لك بعالمه؛ [ثم ادعهن]: إلى حقيقتك الواحدة؛ [يأتينك سعيا]: يستجبن من غير إبطاء. ومن هذه الحقيقة يرى المرء نفسه في عالم الرؤيا بصورة مختلفة عما هو عليه في الواقع، ومع ذلك لا يشك أنه هو. وقد نبه الله تعالى بهذه الآية إلى وجوده المطلق سبحانه ووجوده المقيد بالصور العدمية؛ حتى تعلم العقول أنه هو هو، وإن اختلفت المراتب. [واعلم]: بهذا الذي أريناك؛ [أن الله]: الجامع لكل أنواع الوجود، الظاهر فيها بما يليق بها من حدود؛ [عزيز]: عن إدراك من يروم غير الموجود؛ [حكيم]: في تجلياته من ظهور وبطون وما إلى ذلك من قيود. |