![]() انتهاء الاعتصام بعد 1255 يــــــوم
بسم الله الرحمن الرحيم. يُنهي شيخ الطريقة العمرية عبد الغني العمري الحسني، إلى علم الرأي العام، ومن بعده إلى علم أتباع الطريقة العمرية في أنحاء العالم، أنه: 1. قد عزم على إيقاف اعتصامه مع عائلته داخل بيته نهاية يوم الثلاثاء 15-5-2018م، بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم لعام 1439ه. وللإشارة، فإن هذا الاعتصام قد بدأ يوم الاثنين 8-12-2014م، واستمر طيلة 1255 يوم. 2. سيغادر مدينة جرادة التي كانت محل اضطهاده وعائلته من طرف السلطات المحلية والأجهزة الأمنية، مع توظيف الأوباش والسفهاء من أهل المدينة في هذا العمل الشنيع. وسيكون مقر الشيخ المقبل إن شاء الله بمدينة سلا، مرفوقا بجميع أفراد عائلته. حرر بجرادة ليلة الأربعاء: 16-5-2018م. شيخ الطريقة العمرية: عبد الغني العمري الحسني ![]() ![]() Translated
Sheikh's Books |
![]()
2012/11/25
البقرة: (201-220)
201. { وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ }: [ومنهم من يقول]: بالحال؛ [ربنا آتنا في الدنيا حسنة]: مما يحسن بنا أخذه فيها؛ [وفي الآخرة حسنة]: مما يحسن بنا أخذه فيها. فهؤلاء هم الحكماء الأدباء. [وقنا]: جنبنا؛ [عذاب النار]: ما يؤاخذ عليه العبد، مما يخالف الموطن. 202. { أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ }: [أولئك لهم نصيب]: لأن النصيب الكامل قسمة بينهم وبين الحق؛ [مما كسبوا]: مما نالوه من مقتضيات المقامات. [والله سريع الحساب]: يوفي ذوي الحقوق حقوقهم، بمجرد تحقق الأهلية. 203. { وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ }: [واذكروا الله في أيام معدودات]: واذكروا الله في تجليات المراتب المعدودة، وهي أيام التشريق التي أشرق منها الوجود. وهي ثلاثة في الأصول، أربعون في الفصول. [فمن تعجل في يومين]: فكان من الصفاتيين؛ [فلا إثم عليه]: فلا حرج عليه؛ [ومن تأخر]: حتى كمل فكان من الذاتيين؛ فلا إثم عليه أيضا؛ [لمن اتقى]: فكان بالحق لا بنفسه. [واتقوا الله]: به؛ [واعلموا أنكم إليه تحشرون]: أي إليه تنقلبون جميعا. 204. { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ }: [ومن الناس]: توجد فئة من الناس من عموم السالكين؛ [من يعجبك قوله]: من موافقة الحقائق؛ [في الحياة الدنيا]: وهو مازال بنفسه؛ [ويشهد الله]: بفعله هذا: [على ما في قلبه]: من نفاق؛ [وهو ألد الخصام]: هو أسوأ المزاحمين للحق، بأخذه الحقائق غصبا. وهذا الصنف منه يخرج الفراعنة الذين يعادون الأنبياء والأولياء. 205. { وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ }: [وإذا تولى]: الواحد منهم، وانقلب إلى الخلق؛ [سعى في الأرض ليفسد فيها]: ظهر مقامه من الفساد الذي يظهر عنه؛ [ويهلك الحرث]: يتسبب في بطلان عمله؛ [والنسل]: ويحبط الجزاء المرتبط بالعمل. [والله لا يحب الفساد]: لأنه فاسد في نفسه، مفسد لغيره. 206. { وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ }: [وإذا قيل له]: وإذا أمر؛ [اتق الله]: أي كن ربانيا قائما بالحق فيما تزعم؛ [أخذته العزة بالإثم]: تعززت نفسه عن أن يذل لربه؛ [فحسبه]: نصيبه وجزاؤه؛ [جهنم]: البعد السحيق؛ لأن العبد لا يلاقي ربه إلى بالذل، فإن تعزز طرد. [ولبئس المهاد]: فيكتنفه البعد من كل جانب ويصير ظرفا له. 207. { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ }: [ومن الناس]: من بينهم؛ [من يشري نفسه]: يبيعها مسترخصا إياها؛ [ابتغاء مرضاة الله]: لا يريد بذلك إلا إرضاء ربه؛ من غير التفات إلى عوض؛ [والله رؤوف]: ومن رأفته أن يقوم بديلا لهذا العبد عن نفسه؛ [بالعباد]: الذين صارت العبودية مقاما لهم. 208. { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ }: [يا أيها الذين آمنوا]: الخطاب لمن صدق بوجود هذه الأصناف المختلفة من الناس؛ [ادخلوا في السلم كافة]: ليسلم بعضكم من بعض؛ لأن معرفة أصناف الناس هي من أجل غاية اتقاء شرهم في المرتبة الأولى. [ولا تتبعوا]: اتباع اقتداء؛ [خطوات الشيطان]: ما يبتدعه لكم من أعمال وإن كان ظاهرها خيرا؛ لأن العمل يكتسب حاله من القدوة فيه. وهذا أصل يغفل الناس عنه كثيرا بالنظر إلى صور الأعمال. [إنه]: من حقيقة المرتبة؛ [لكم]: أيها المؤمنون؛ [عدو]: والعدو ضد الولي؛ وهو من ليس له إليك صلة. [مبين]: بيّن العداوة. وفي هذه الصفة بشارتان للمؤمن: الأولى أن العداوة عارضة في الوجود، فهي لا أصل لها في الحقائق؛ وثانيها أن عداوة الشيطان ظاهرة غير خفية، حتى لا يُغتال المؤمن اغتيالا. 209. { فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }: [فإن زللتم]: إن أخطأتم الطريق من غير قصد؛ [من بعد ما جاءتكم البينات]: وهي ذكر المعالم في الوحي، وعلى ألسنة المبلغين عن الله؛ [فاعلموا أن الله عزيز]: فتلك الزلات من أثر عزة الحضرة؛ فما كل طالب واجد من هذه الناحية؛ [حكيم]: بالإذن لمن يشاء بالدخول، وحجب من يشاء سبحانه. والأمر هنا ليس من باب العلم بالشرائع، وإنما هو ذاتي. 210. { هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ }: [هل ينظرون]: الكلام يخص أهل الحجاب؛ ليس بينهم وبين ربهم، [إلا أن يأتيهم الله]: أن يتجلى لهم؛ [في ظلل من الغمام]: وهي الصور الإمكانية. وقد كانت ظلة من الظل، لأن الظل بين نور وظلمة؛ وهو نفسه الإمكان الذي بين وجود وعدم. [والملائكة]: وهي الأرواح الغيبية، تظهر لهم في صور يدركونها حسا أو خيالا؛ [وقضي الأمر]: فإذا تجلى الله، وظهرت الملائكة؛ أو تجلى الله في الصور التي منها صور الملائكة، على قراءة من قرأ الملائكةِ بالكسر، فقد قضي الأمر ورفع اللبس. [وإلى الله ترجع الأمور]: تصير إليه علما، لأنها عينه ذاتا. 211. {سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }: [سل بني إسرائيل]: أهل التخصيص؛ [كم آتيناهم من آية بينة]: وهم الرسل عليهم السلام؛ فلا أدل على الله منهم. [ومن يبدل نعمة الله]: بتجليه في صورة ربانية؛ [من بعد ما جاءته]: من بعد ما آتاه الله إياها؛ [فإن الله شديد العقاب]: والعقاب هو الحرمان في عين الوجود؛ فلا أشد منه. 212. { زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ }: [زين للذين كفروا الحياة الدنيا]: الحياة الدنيا هي الحياة بالنفس، والتزيين من مقتضيات العزة السابق ذكرها. [ويسخرون من الذين آمنوا]: يرونهم دونهم بمعايير النفس؛ [والذين اتقوا]: المتحققون بالحق من حيث الباطن، الملتزمون لأحكام العبودية من حيث الظاهر؛ [فوقهم]: من حيث المرتبة حقيقة؛ [يوم القيامة]: يوم يظهر حكم الحق المصحح لحكم النفس. [والله يرزق]: رزق التحقق؛ [من يشاء]: من عباده؛ [بغير حساب]: من غير علة؛ لأن الأمر ذاتي. 213. { كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }: [كان الناس أمة واحدة]: من حيث الحكم الذاتي، لا تمييز بينهم في الفضل؛ [فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين]: بأوامر التكليف المفضية إلى النعيم أو العذاب؛ [وأنزل معهم الكتاب]: جعلهم صورة للحق؛ [بالحق]: لا بأنفسهم؛ [ليحكم]: الحق منهم؛ [بين الناس فيما اختلفوا فيه]: واختلافهم جاء من حكم مختلف الأسماء المستدعية لحكم أنفسهم. ومن هنا ظهرت العقائد المختلفة. [وما اختلف فيه]: من المختلفين؛ [إلا الذين أوتوه]: أي الذين أوتوا الحق، لكن لا علم لهم بكل وجوهه؛ [من بعد ما جاءتهم البينات]: وهي العلامات الدالة على أنه الحق في كل وجه؛ [بغيا بينهم]: بين مظاهر الأسماء المختلفة. [فهدى الله الذين آمنوا]: بوحدانية الحق المختلف فيه؛ [لما اختلفوا فيه من الحق]: الواحد الجامع؛ [بإذنه]: بحسب ما تقتضي العزة. [والله يهدي من يشاء]: من العباد؛ [إلى صراط مستقيم]: لأن العباد كلهم على صراط الله، وما الميزة لأهل الله إلى بكونهم هدوا إلى صراط مستقيم، يكون الوصول فيه أقرب من سواه. 214. { أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ }: [أم حسبتم]: أيها المتحققون بالحق؛ [أن تدخلوا الجنة]: جنة الاختصاص، المحجوبة عن العامة؛ [ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم]: وأنتم لم تذوقوا ما ذاقه الذين سبقوكم في الطريق؛ [مستهم البأساء]: البأساء المشقة، والمس هنا الذوق، والمقصود مشقة البعد عن حقيقتهم؛ [والضراء]: وهو الفقر والعجز من أنفسهم لتحقيق النفع لأنفسهم؛ [وزلزلوا]: من حكم وجودهم ليعودوا إلى حكم عدمهم؛ [حتى يقول الرسول]: منهم؛ [والذين آمنوا معه]: من قواهم؛ [متى نصر الله؟]: حتى يقفوا على حافة القنوط من الموعود؛ وما ذلك إلا لأنهم كانوا في برزخ الإمكان، بين الوجود والعدم. ونصر الله الذي كانوا يترقبونه، هو بإخراجهم إلى أحد الحكمين الخالصين، حتى يرتاحوا؛ لأن البقاء على الإمكان فيه مشقة كبيرة بسبب التردد بين حكمَيْ الوجود والعدم. [ألا إن نصر الله]: إياكم؛ [قريب]: منكم؛ والمقصود أنكم منصورون في الحقيقة، لكن علمكم يقصر بكم عن رؤية هذا النصر. فلا أقرب ممن يكون على أمر هو غافل عنه. 215. { يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ }: [يسألونك]: من كونك حقيقتهم؛ [ماذا ينفقون؟]: ما الذي عليهم أن يتخلوا عنه، حتى يخلص لهم حكم الوجود؛ [قل ما أنفقتم من خير]: ما زهدتم فيه من صفات وأحكام؛ [فللوالدين]: من الروح والبدن، عائدة إليهما؛ [والأقربين]: من الخيالات والأوهام؛ [واليتامى]: مما انقطع بكم إلى العدم؛ [والمساكين]: مما تمسك منكم بالأسباب؛ [وابن السبيل]: السائر منكم على طريق الحق، وليس إلا القلب؛ [وما تفعلوا من خير]: من دلالة أنفسكم في كل هذه المراتب على الحق؛ [فإن الله]: من حيث كونه الحق منكم؛ [به عليم]: وهو الفاعل له؛ لأن العلم والفعل من الله لا فرق بينهما إلا من حيث التعقل للصفتين، وإلا فالعلم هو عين الفعل منه سبحانه في هذه الحضرة. 216. { كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }: [كتب]: فرض؛ [عليكم القتال]: لوهمكم؛ [وهو كره لكم]: لأنكم تريدون ثباته؛ فكيف يقاتَل ما يراد؟! [وعسى أن تكرهوا شيئا]: من فقدان ما تتوهمون؛ [وهو خير لكم]: وهو نفسه بقاء ما تريدون في الحقيقة؛ [وعسى أن تحبوا شيئا]: مما تتوهمون؛ [وهو شر لكم]: وهو فوات ما ترغبون وأنتم لا تدرون؛ [والله]: منكم؛ [يعلم]: حقيقة ما يفنى وما يبقى؛ [وأنتم]: من حيث أنتم؛ [لا تعلمون]: لأن العلم لله، لا لكم. والمعنى: اتبعوا تعليم الله، ولا تكتفوا بما تظنونه علما لديكم. 217. { يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }: [يسألونك]: من حيث أنك حقيقتهم؛ [عن الشهر]: وهو تجلي الحق؛ [الحرام]: المنزه عن الحدوث؛ [قتال فيه]: وهو مجاهدة النفس، يقصدون ما متعلَّقها؟؛ [قل]: بالحق؛ [قتال]: واقع؛ [فيه]: في هذا التجلي الإمكاني؛ [كبير]: كِبَر الإمكان؛ [وصد عن سبيل الله]: أي وفيه صد عن سبيل الله، فكيف لا يكون قتال والصد واقع؟ فمن أين جاء الصد؟ [وكفر به]: والكفر واقع؛ والمقصود كفران الحق من النفس؛ [والمسجد الحرام]: وهو استبعاد قيام الحق بالنفس؛ [وإخراج أهله منه]: وهو إخراج الروح من القلب؛ [أكبر عند الله]: أي من القتال؛ لأن ما وقع من النفس أمر شنيع في حق الحق؛ فالتعجب ليس من القتال، وإنما من سببه. [والفتنة]: التي هي اختبار النفس في أمر القتال؛ [أكبر من القتل]: نفسه؛ [ولا يزالون يقاتلونكم]: والكلام عن القوى الشيطانية من الحقيقة الآدمية؛ [حتى يردوكم عن دينكم]: الحق؛ [إن استطاعوا]: ولن يستطيعوا من حيث الحقيقة؛ [ومن يرتدد منكم عن دينه]: الخطاب للقلوب إن هي أطاعت النفوس؛ [فيمت]: بالغفلة؛ [وهو كافر]: محجوب عن الحق؛ [فأولئك حبطت أعمالهم]: لأنها لا سند لها من الحق حتى تثبت بإثباته؛ [في الدنيا]: جهلا؛ [والآخرة]: إلزاما بما ألزموا أنفسهم به. [وأولئك أصحاب النار]: وهو النور المنحرف؛ [هم فيها خالدون]: موكولون إلى وهمهم فيها أبدا. 218. { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }: [إن الذين آمنوا]: بإمكان تحققهم في أنفسهم؛ [والذين هاجروا]: خرجوا من أنفسهم طلبا للحق؛ [وجاهدوا]: نوازع النفس الداعية إلى العودة تحت تحكمها؛ [في سبيل الله]: في كل مراحل السلوك؛ [أولئك يرجون رحمة الله]: يرجون رحمة الله بتحقيق رجائهم فيه. [والله]: من حيث الحقيقة؛ [غفور]: لأوهامكم؛ [رحيم]: بكم من وجه لم يخطر على بالكم. 219. { يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ }: [يسألونك]: من كونك حقيقتهم؛ [عن الخمر]: وهو الستر للحقيقة؛ [والميسر]، وهو من اليَسَر الذي هو المـُيَسّر؛ وهو المكسب السهل، بادعاء الحقيقة من غير برهان. [قل فيهما]: معا؛ [إثم كبير]: من حيث الظلم الذي فيهما؛ [ومنافع للناس]: مما في ذلك من معرفة القدر الذي في الخمر، والتذكير الذي في الميسر. [وإثمهما أكبر من نفعهما]: لكن إثمهما أكبر، بسبب كونه وقع في جانب الحق. [ويسألونك ماذا ينفقون؟]: عم يتخلون في معاملتهم الحق، وهم بين خمر وميسر؛ [قل العفو]: وهو ما زاد عن حد الحق في المعاملتين: فالخمر يكون على قدر صون السر، والميسر يكون على قدر التنبيه إلى الحق. [كذلك يبين الله لكم الآيات]: وهي الحدود التي تبين لكم متعلق الحمد والذم في كل أمر؛ [لعلكم تتفكرون]: لعلكم تُعملون عقولكم، لتقيسوا غيرها عليها، فتنتفعوا على قدر ما تستطيعون. وهذا هو الميسر الحلال. 220. { فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }: [في الدنيا والآخرة]: أي تتفكرون فيما يعود عليكم بالنفع في الدنيا والآخرة. [ويسألونك عن اليتامى]: وهم المقطوعون عن الحق عند أنفسهم بسبب كثافتهم الزائدة. [قل إصلاح لهم خير]: أي افعلوا معهم ما يصلحهم وإن كانوا لا يعلمون وجه النفع بسبب قصور إدراكهم. [وإن تخالطوهم]: في أمر من أمور الدنيا والآخرة؛ [فإخوانكم]: لا تستضعفوهم بسبب قصورهم، وإنما عاملوهم بما شرع الله. [والله يعلم]: من كونه حقيقة كل عبد؛ [المفسد]: منكم؛ [من المصلح]: من يسعى في صلاح نفسه وصلاح غيره. [ولو شاء الله لأعنتكم]: لو شاء لكلفكم ما يشق عليكم في أمر اليتامى، رحمة بهم. [إن الله عزيز]: فيهم، وإن كانوا في مظهر ذلة؛ بل إن الذلة الظاهرة منهم من حكم عزته سبحانه. [حكيم]: في ذلك الظهور. |