انتهاء الاعتصام بعد
1255
يــــــوم
بسم الله الرحمن الرحيم. يُنهي شيخ الطريقة العمرية عبد الغني العمري الحسني، إلى علم الرأي العام، ومن بعده إلى علم أتباع الطريقة العمرية في أنحاء العالم، أنه: 1. قد عزم على إيقاف اعتصامه مع عائلته داخل بيته نهاية يوم الثلاثاء 15-5-2018م، بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم لعام 1439ه. وللإشارة، فإن هذا الاعتصام قد بدأ يوم الاثنين 8-12-2014م، واستمر طيلة 1255 يوم. 2. سيغادر مدينة جرادة التي كانت محل اضطهاده وعائلته من طرف السلطات المحلية والأجهزة الأمنية، مع توظيف الأوباش والسفهاء من أهل المدينة في هذا العمل الشنيع. وسيكون مقر الشيخ المقبل إن شاء الله بمدينة سلا، مرفوقا بجميع أفراد عائلته. حرر بجرادة ليلة الأربعاء: 16-5-2018م. شيخ الطريقة العمرية: عبد الغني العمري الحسني
Translated
Sheikh's Books |
2012/04/15
الإجابة لموقع الصوفية (7)
س 28: لماذا هذا التنسيق الأمريكي مع طابوره الخامس من أهل التصوف الباطل في سبيل نشر التشيع الإيراني بفتح القنوات الدبلوماسية والإعلامية لنشر مثل هذا التوجه؟ ج: نعم، إن الولايات الأمريكية تعمل جاهدة لتوظيف جميع الأطراف بما يخدم مصالحها. وهي في كل مرة، تميل نحو طرف بعينه بحسب ما تدعو إليه الحاجة. وبعد الدفع بـ"السلفية" في الجهاد الأفغاني، هي الآن تريد توظيف المتصوفة، ذوي المؤسسات الرسمية، في مواجهتها الجديدة ضد ما تسميه هي "الإرهاب". هذا كله غير خاف. والمشكلة ليست في طريقة عمل الولايات الأمريكية، لتحقيق غاياتها؛ بل المشكلة عندنا نحن، الذين ننتظر من يوظفنا لخدمة أغراضه، وقد نعُدّ ذلك فوزا على خصومنا من إخواننا في الدين. انظر مثلا إلى تحاملك أنت على إيران التي تراها أشد عداوة لك من الأمريكان، ألا ترى في ذلك خللا عندك؟ أقول هذا وأنا لست شيعيا، ولا أوافق إيران على كثير من سياساتها، وإن كنت أغبطها على ترفّعها عن طريقة العمل "العربية"، التي لا تدل إلا على التخلف العقلي. وفي المقابل، ينبغي عليك أن تعلم أن الأمريكيين لا صديق لهم، سواء أكان إيران أم غيرها؛ كما أن إيران تعلم هذا وتعمل عليه؛ أما نحن العرب، فنعيش في الأحلام، ونتوهم أن أمريكا تحبنا، أو هي تراعي خدماتنا لها. وهذا هو الحمق بعينه. الصحيح، هو أن نبحث عن مواضع التقاء بيننا وبين إخوة لنا مسلمين؛ يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله! هذا الأصل لا يمكن أن يغطي عليه فرع من العقائد الجزئية، إلا عند متبع هوى. ألم تسمع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لأسامة بن زيد رضي الله عنهما، لما قتل قائلها في المعركة؟! قال له: «كَيْفَ أَنْتَ إِذَا خَاصَمَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ؟» [أسباب النزول للواحدي]. يقول أسامة: "فما زال يرددها علي حتى تمنيت لو أن إسلامي كان يومئذ". وتزعم أنك على السنة؟!.. ولنتناول الآن الملاحظات التي أوردتها بعد سؤالك واحدة واحدة إن شاء الله، موردين على عادتنا قولك ثم تعقيبنا عليه: ا- وجود حاجز نفسي عند أهل السنة بحيث لا يقبلون شيئاً من عالم الرفض، فقد وقَرَ في قلوب أهل السنة أن الرافضة أولى بالباطل، وأنَّهم لا عقل لهم ولا دين لما يرون من الطوام المنسوبة إليهم. تعقيب: أما الحاجز النفسي، فهو ما كان ينبغي أن تسعى أنت ونحن معك إلى إزالته، من غير أن تقبل ما تراه مخالفا للحق. أم أن موالاة الكافر عندك أولى من موالاة المسلم العاصي؟!.. هذا مع العلم أنك لا تخلو أنت الآخر من معصية. والكلام عن ذلك سيأتي. ب- أن أهل السنَّة يُحَكِّمون الكتاب والسنَّة وهما مادَّة العقل الصحيح، ممَّا يجعل حتى عوامِّهم يميِّزون الحقَّ من ضدِّه لدى الحكم على المذاهب المختلفة. تعقيب: أهل السنة بتعريفك ليسوا أهل سنة؛ وإنما هو تدليس على من لا علم له، تبغي من ورائه استصدار أحكام من قِبل السامعين لا أصل لها ولا سند. وأما ما تدعي أن العوام تدركه من الباطل المعروض عليهم، فليتهم كانوا كذلك؛ وإنما هي العصبية المقيتة يرضعونها من الجانبين، تُعميهم عن سماع الحق وتُصمّهم. وتقول فيما أسميته عقد صفقة بين الروافض وأهل التصوف: أ- أن يكون الخطاب قادماً من داخل البيت السني لا من قِبل الرافضة، وبالتالي يكون مقبولاً للوهلة الأولى. تعقيب: ما أعجب أمرك! تتفطن للاختراق الرافضي (ونحن معك في رفضه)، ولا تتفطن للتغلغل الصهيوني في عقر دارك؟! أم تظن الناس لا يعلمون حقيقة ما يجري في بلدان العرب والمسلمين؟ وأي بيت سني هذا الذي تتحدث عنه؟... ب- بعض الطرق الصوفية تقبل بمظاهر كثيرة من الشرك الأكبر كالاستغاثة بالأقطاب والأبدال، والإيمان بوحدة الوجود، وغير ذلك. تعقيب: سبقت الإجابة عن هذا فيما مضى من الأسئلة، وهذه الملاحظة مقحمة هنا إقحاما. ج- أنَّ التصوف كما هو معلوم يلغي العقل ويجعل الشيخ هو الحاكم على مريده، فمن اعترض على شيخه حُرِم، والمريد في يد شيخه كالميت في يد مغسِّله كما يقول أهل الطريقة. تعقيب: أما كلامك عن إلغاء العقل عند الصوفية، فيخبر عن جهلك بمدلول العقل. واعلم أنك تقصد بالعقل معنى الفكر؛ أما العقل فجاء الدين من الأصل لاستنقاذه مما تدعوه إليه أنت من ارتكاس. والتصوف (وكلامنا لا يكون إلا عن التصوف الحق) فهو التحقق بالإسلام نفسه، في جميع مراتبه؛ فكيف يكون مُلغيا للعقل؟!.. نعم هو مصحح لمساره، وحادٌّ من غُلَوائه؛ حتى لا يخرج عن حدود أدبه مع ربه! أما المعاملة التي تكون بين الشيخ والمريد، فهي من السنة إن كنت للسنة فاقها. وكلامنا عن الشيخ الرباني لا عن سواه؛ لأن الناس بعدم ضبطها لهذه المعاني، التبس عليهم المحق بالمبطل، فجمعوهما في الحكم، وضاع من جراء ذلك العلم. أما الشيخ الرباني، فهو عبد خلصه الله من الظلمة، حتى صار محلا لظهور نور النبوة فيه على قدر استعداده. وهذا هو معنى الوراثة عندنا. ومن كانت هذه حاله، فمعاملته تكون فرعا عن معاملة النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وهذا عندنا، هو شرط كون الجماعة جماعة بالمعنى الشرعي الذي صار غائبا عن إدراك جل علماء الأمة، فبالأحرى عن عوامها. والشيخ إذا كان ربانيا، نعم يُحرَم من اعترض عليه من غير أن يستفسره عن علم ما جهل من حاله، إن كان السائل من أهل طلب هذا العلم؛ لأن العلم عندنا ليس كلام مترفين، يلوكه أهل البطالة ليقطعوا به الوقت؛ وإنما هو ذوق لِما ذاقته الرجال في طريق الحق، وهم قليل. ونعم، يُطلب من المريد أن يكون كالميت بين يدي غاسله، ليخلّصه الشيخ من هواه، ويعلمه معاملة ربه على الإخلاص ثم على الخُلوص. ألا تكون أنت بين يدي طبيب جسمك إذا مرضت، كالميت بين يدي غاسله، يقلبك كيف يشاء؟! ويعرّيك كما يشاء؟! أيكون الجسم عندك أولى بالعناية من قلبك؟! فإن كنت هكذا، فابك على نفسك، واعلم أنك ممن قال الله فيهم: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا} [الفرقان: 44]. ومن لم يكن يرى معاملة الشيخ الرباني من معاملته لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فليعلم أنه لا علم له بمعنى الصحبة، الذي هو عندنا قطب رحى السنة؛ يا من يزعم أنه من أهل السنة، وهو لا يعلم منها إلا الاسم! د- أن هناك قاسماً مشتركاً ماثلاً للأعين بين فريقي التشيع والتصوف، وهو استغلال حب المسلمين لأهل بيتهم في استجلاب النذور والهبات والأعطيات وغيرها، إذ أنَّ بعض الطرُقية من المتصوفة يستغلُّون مراقد أهل البيت -مثل مراقد الحسين والسيدة نفيسة والسيدة سكينة والسيد عائشة وغيرها في مصر، ومراقد السادة آل باعلوي في حضرموت وغيرهم في سائر بلدان العالم الإسلامي- في تحصيل سائر الغِلال غير المشروعة. * وقد كان للرافضة اهتمام كبير بنشر مذهبهم في صفوف أهل السنة، فقد ألَّف السيوطي رحمه الله (911 هـ) كتابه "مفتاح الجنة في الاحتجاج بالسنة)" حين قدم بعض دعاة الرافضة إلى مصر ساعياً إلى نشر مذهبه في صفوف أهل السنة تحت جلباب التصوف. تعقيب: كلامك الطويل هذا، يدور حول أمرين: استغلال حب المسلمين لأهل البيت، وجمع الأموال. فأما الأول، فهل تعرض على المسلمين ترك حب آل البيت حتى يسلموا من الاستغفال؟! فإنا لا نعلم ما تريد أن تصل إليه بقولك هذا؟.. وأما جمع المال، فلا يدل إلا على أنك تريد منافسة الجامعين عليه؛ وإن كنا لا ننكر ما تقول من احتيال على الناس بما تقول. والدين الأصيل، لا يلتقي بالدنيا وإن كانت هي خادمة له؛ لأن الغاية الله لا سواه!.. أما قولك: "في القرن العاشر الهجري تمَّ تشييع إيران عن بكرة أبيها بالحديد والنار في عهد إسماعيل الصفوي أول السلاطين الصفويين، وعن طريق دراويش الطريقة "الصفوية" الصوفية التي أنشأها جدُّ إسماعيل الصفوي المذكور". فالتعقيب عليه هو: إن الأمة أصيبت بمصائب منها ما ذكرت مما لا نخالفك فيه، ومنها ما أصيبت به الجزيرة العربية من حمل للناس على العقيدة الوهابية البدعية بقوة السلاح ونفوذ السلطان في القرن الثاني عشر. فإن كنت تريد الوقوف على البلاء فكن منصفا؛ وإلا فأنت من أهل العصبية التي لن تزيد الداء في زماننا إلا استفحالا. فأقصر يرحمك الله! وأما ما ذكرته من سمات رأيتها للمدرسة الصوفية، فنورده مرتبا كما أوردته، ثم نرد عليه إن شاء الله: 1- محاربة العقيدة الصحيحة الصافية النقية، وكبار دعاتها كشيخ الإسلام ابن تيمية، و الشيخ محمد بن عبد الوهاب وغيرهم رحمهم الله، والسخرية من تركيزهم على الثوابت العقدية. الرد: أما ما تصفه أنت بالعقيدة الصحيحة الصافية النقية، فليست والله في روحها وجوهرها، لا صحيحة ولا صافية ولا نقية. ولست أنت عندنا ممن تُقبل شهادته في مثل هذا. ثم إن حصرك لدعاة الدين في ابن تيمية وابن عبد الوهاب، لهو البدعة حقيقة، للأسباب الآتية: ا. لأننا نأخذ ديننا عن الله ورسوله لا عن سواه. وهذا ما أُمرنا به كتابا وسنة. ب. ليس الرجلان اللذان ذكرت بأولى من غيرهما في الاعتبار، بل إن ممن سبقهما ومن جاء بعدهما من يفوقهما اتباعا للسنة، ولا نراك ذكرت أحدا منهم. ج. إن الدين الصحيح، يجعل العبد معامِلا لربه من غير واسطة؛ وإلا فمتى نصل إلى معاملة الله، والعمر ينقضي. فإن قلت: إن قولك هذا يخالف دعوتك للمريد بمعاملة الشيخ الصوفي، وهو أيضا واسطة؟ قلنا: أنت تقول هذا لأنك لا تعلم أحكام التزكية ولا تعلم ما يحدث فيها. ذلك أن الشيخ الصوفي الحقيقي يرفع عن بصيرة المريد كل الوسائط، ويدخله حضرة ربه. فإذا وصل المريد إلى العلم بالله الذي يبلغ به رشده، خلى بينه وبين ربه. وهذا كله من العمل بالهدي النبوي؛ وإلا كيف يصل عبدٌ إلى الله، من غير اقتداء به صلى الله عليه وآله وسلم في الصغيرة والكبيرة، ظاهرا وباطنا؟! د. إن دعوة ابن عبد الوهاب دعوة بدعية قاطعة للعباد عن ربهم بقطعهم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من حيث الباطن والعلاقة الوجدانية. والتوحيد الوهابي، توحيد نظري غير شرعي. لذلك لا يزداد المرء معه إلا ظلمة وبعدا، وإن عمِل عمَل الثقلين. ولولا أن المجال يضيق بنا هنا، لكنا دللناك على الأغاليط التي ينبني عليها هذا التوحيد المزعوم. ولعل في بعض الإشارات الواردة في ثنايا الكلام، دلالة لك على ما نرمي إليه. 2- نشر التصوف والخرافات والأساطير والرموز والاصطلاحات الصوفية، وتقديس رموز التصوف من ملاحدة الصوفية الداعين إلى وحدة الوجود كابن عربي والتلمساني وابن الفارض والشعراني صاحب "الطبقات" وغيرهم، وهذه الطبقات مع كتب ابن عربي تعد من أهم مراجعهم. الرد: المصطلحات في حد ذاتها، إن لم تكن قرآنية أو سنية، لا نلتزم بها التزاما؛ ولكن النظر منا يكون إلى مدلولاتها. فإن كان المدلول مما جاء في الكتاب أو في السنة قبلناه على وجه الوجوب، وبعد ذلك نُبقي على المصطلح أو نستعيض عنه. 3- التشبث بالفكر الاعتزالي لا سيما في نفي أسماء الله الحسنى وكذلك صفاته عز وجل. الرد: على العكس مما تقول، فإن أئمة التصوف يخالفون أهل الكلام في الوسيلة والغاية. فأما من حيث الوسيلة فالمتكلمون يعتمدون الفكر، والصوفية يعتمدون الإلقاء والكشف؛ وأما من حيث الغاية، فالمتكلمون يسعون إلى تحصيل المعرفة العقلية، والصوفية يسعون إلى المعرفة الذوقية. وبين المنهجين فرق كبير! وأما نفي الصفات الذي تتكلم عنه، فليتك أوردت لنا مثالا حتى نرد عليك فيه؛ فإن القول المبهم لا يخدم الغرض العلمي منه. 4- وصم أهل السنة بعدم محبة أهل البيت، مع أن أهل السنة لا سِيَّما الحنابلة -الذين منهم شيخ الإسلام ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب- يجعلون الصلاة عليهم من واجبات الصلاة التي من تركها عمداً بطلت صلاته. الرد: قد سبق وذكرنا لك غلطك في قصْر تسمية أهل السنة على قوم مخصوصين. ثم إن من لا يعظم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا يوقره، وهو الأصل، كيف يعظم آل بيته وهم فروعه فحسب؟! هذا لا يستقيم. أما الصلاة باللسان، دون تعظيم بالقلب؛ فلا نظر لله إليها. وهي كسائر الأعمال التي تكون من غير أرواحها. تُردّ على العامل بها ويُضرب بها وجهه. 5- تخصيص لباس خاص لأهل البيت إذ أنهم يذكرون أنهم ينتسبون فيما يذكرون لأهل البيت. الرد: إن كان هذا صحيحا، فهو غير عام، ولقد رأينا بلدانا لا تمييز فيها بين آل البيت وغيرهم من حيث اللباس وغيره. وهذا هو الأصل. 6- الدعوة إلى تقديس أهل البيت والغلو فيهم. الرد: التقديس في اللغة التطهير. ولن يدعو عاقل إلى تطهير من طهره الله. وقد جاء القرآن مبيّنا لهذا الحكم في قوله سبحانه: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33]. أقول هذا، وأنا أعلم أنك كنت تقصد التعظيم. والتعظيم لآل البيت من سنة كبار الصحابة رضي الله عنهم. فلا خلاف! أما فيما بقي من ملحقات هذا السؤال عندك، فإننا لم نر ما هو جديد أو يستحق الإجابة عنه، إلا كلامك عن علم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي استدللت فيه بقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} [المائدة: 67]. فاعلم –ويحك- أن الآية الكريمة تخص العلم المأمورَ صلى الله عليه وآله وسلم بتبليغه. وهذا الفهم مما غلطت فيه الوهابية وضلت به عن سواء السبيل. واعلم أن العلوم لدى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على ثلاثة أصناف: • علم: مأمور هو بتبليغه صلى الله عليه وآله وسلم، فهو هذا المبثوث بين الناس. • وعلم: خُيّر صلى الله عليه وآله وسلم في تبليغه، فهو الذي يخص به من شاء من المقربين. وقد قال الله تعالى لسليمان عليه السلام: {هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [ص:39]. أفيُخيّر سليمان، ولا يخير محمد صلى الله عليه وآله وسلم، في بعض ما أعطاه الله؟! هذا لا يكون! • وعلم: خاص به صلى الله عليه وآله وسلم، لا يحتمله غيره من الخلق، لا بشر مرسل ولا ملك مقرب. فإذا علمت هذا، فاعلم نسبتك إليه صلى الله عليه وآله وسلم: فهل أنت من علماء علم الرسالة الشائع بين الناس؟ وهل أنت فيه على بيّنة؟ أم أنت من علماء الاختصاص؟ وهل أنت فيه أيضا على بيّنة؟ (يتبع...) |